بالتحدي نسجن أحلامهن، وبالعزيمة حققن طموحهن، وبسواعدهن الوطنية صنعن منتجات تنافس في جودتها نظيراتها في الشركات المتخصصة. في جازان 200 فتاة سعودية خضن تجربة العمل في مصنع صغير لصناعة الستائر والأسرة واللحف والمخدات، حين عزمت مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي على أن تتجاوز بتنميتها المكان إلى تنمية الإنسان، متجهة إلى إحدى سيدات جازان تمتلك ورشة متواضعة لصناعة الستائر المنزلية لا يتعدى عدد العاملات فيها 20 فتاة، وتحولها إلى نواة لمصنع تأثيث الإسكان التنموي للنازحين بجازان. مستشار المؤسسة للبرامج الدكتور محمد السيد أوضح في تصريح إلى "الوطن" أن الفكرة ولدت حين علموا بوجود مركز ناشئ لعائشة شبيلي للأثاث والديكور فتم التعاقد معها لتأثيث وحدتين سكنيتين في مشروع الإسكان كتجربة أولية. وأردف بالقول كانت النتيجة مفاجأة ومبهرة لحظة اطلاعنا على المنتج الذي صنع بجودة عالية، الأمر الذي دعانا لتطوير الفكرة بتدريب 200 فتاة على صناعة الأسرة والكنب والستائر بما فيها أعمال النجارة لتزويد كل الوحدات السكنية بمشروع إسكان النازحين البالغة 6 آلاف وحدة وذلك بإقامة ورشة تدريب استمرت أعمالها مدة 3 أشهر. وأوضح أنه تم تجهيز الورشة بكل ما تحتاجه من تجهيزات فنية بهدف الوصول إلى منتج عالي الجودة. وقال السيد: حين تأكدت مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي من رغبة الفتيات في العمل وإظهارهن لمهارة فاقت التوقعات في هذا المجال، أسندت إليهن مهمة تأثيث الإسكان التنموي للنازحين بجازان فتم استئجار مصنع زود بالآلات والأجهزة الفنية إلى جانب تأمين الخامات المطلوبة لضمان منتج منافس وبجودة عالية. وكشف مستشار المؤسسة للبرامج عن أن مشروع تصنيع الأثاث والديكور أطلق عليه اسم "بارعة" وشعارها "عندما يستوطن الإنجاز"، مبينا أن الفتيات العاملات به يتقاضين راتبا شهريا مقداره 3 آلاف ريال مع التأمينات الاجتماعية، موضحا أن المصنع ينتج في الشهر أكثر من ألف ستارة إلى جانب الأعمال الأخرى كصناعة المخدات واللحف. ولفت السيد إلى أن المؤسسة وقعت اتفاقية مع شركة الخليج ومؤسسة الجريسي لتتولى عملية المتابعة ودعم المنتج، مشيدا بالدعم الذي حظي به المشروع من أمين عام مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي الدكتور أحمد العرجاني الذي منح كامل الدعم والصلاحيات لإنجاز المشروع إيمانا من المؤسسة بدورها في خدمة المجتمع. وأشار السيد إلى أن وفدا من وزارة الشؤون الاجتماعية التركية طلب زيارة مشروع "بارعة" بمدينة جازان فيما سجل إعجابه ودهشته من جودة منتج الفتيات ووصفه بالمنتج المنافس. وعن الخوف من انتهاء المشروع بانتهاء الغرض من إقامته أكد السيد أن هناك مشاريع قادمة تضمن استمرارية المشروع وضمان العمل لفتيات جازان كاشفا عن وجود فكرة لإقامة مصنع للأثاث والديكور بجازان.