تترقب 500 فتاة سعودية برعن في أعمال النجارة والموبيليا، بفارغ الصبر حاليا، إنشاء مصنع متكامل لإنتاج الأثاث لهن بعد سبع سنوات من التشتت والمصاعب التي تواجههن في سبيل الاستقرار الوظيفي مما دفعهن إلى تحويل بعض السطوح إلى ورش متنقلة. وأوضحت عائشة الشبيلى مديرة مركز إبداع المرأة السعودية في جازان، إن الفتيات السعوديات العاملات في المركز في منطقة جازان أغلبهن من أسر محدودة الدخل، وأمام الصعوبات العديدة التي نواجهها لعدم وجود مقر ثابت، لجأت في أحيان كثيرة إلى تحويل سطح منزلي إلى ورشة لعمل الفتيات مؤكدة أنها كان يمكنها أن تكون مليونيرة لو تفرغت لعملها الخاص في التصميم، لكنها آثرت أن تعمل لدعم هؤلاء الفتيات بالدرجة الأولى على حد قولها. وردا على سؤال على تجربة المركز قالت بدأنا منذ سنوات في إنتاج أثاث متميز وبسعر معتدل للغاية مما أدى إلى زيادة ملحوظة في الإقبال على منتجات المركز، لكن واجهتنا صعوبات عديدة في الوفاء بمتطلبات الزبائن أبرزها عدم وجود مصنع يحتوي هذا العدد الكبير من الفتيات، إلا أنها أعربت عن شكرها الجزيل للدعم الكبير الذي حصل عليه المركز من مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي وكذلك صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز التي دعمت مشاركة المركز بقوة في معرض الأثاث والديكور والاكسسورات المنزلية «ديكوفير» مؤخرا. كما أعربت عن شكرها للأمير محمد بن ناصر أمير جازان لدعمه لفتيات المركز وفقا للإمكانات المتاحة، مشيرة إلى أن مستلزمات الإنتاج والماكينات متوفرة ولكن ما ينقصهن مبادرة من أي جهة لإنشاء مصنع يستوعب هذا العدد الكبير من الفتيات. تجربة جيدة في التوظيف وقالت إن المركز فاز بمناقصات عديدة لتأثيث الشقق المفروشة والفنادق والمستشفيات والإسكان الخيري. وأعربت عن شكرها لاحدى المؤسسات الوطنية التي وظفت 80 فتاة لمدة عام براتب ثلاثة آلاف ريال وذلك حتى الانتهاء من مشروع تأثيث ستة آلاف وحدة سكنية في مشروع الملك عبد الله لوالديه للإسكان التنموي. وعن المشاركة في معرض «ديكوفير» قالت: إن الهدف منها بالدرجة الأولى كان التعريف بالمركز ودوره في دعم المرأة، وليس فقط الحصول على صفقات جديدة، مشيرة إلى أن هذه المشاركة أثمرت الحصول على مناقصة لتوريد أثاث 200 شقة في جدة وبرج كامل في مكة وكان من الممكن أن نوافق على صفقات أخرى ولكن حال دون ذلك ضعف الإمكانات. وردا على سؤال بشأن رؤية المجتمع وتقييمه لتجربة المركز، قالت إن المركز حصل على جائزة أمير جازان للأداء المتميز في عام 1431ه وشهادات تقدير من جمعية الملك فهد وفعاليات اليوم العالمي للأسر المنتجة. من جهتها، أعربت إشراق حيدر سكرتيرة المركز عن سعادتها بالمشاركة في معرض «ديكوفير» مشيرة إلى أن المشاركة حققت أهدافها في التعريف بالمركز وكفاءة المرأة السعودية في الإنتاج والعمل حتى لو لم تتح لها الفرصة كاملة للعمل والتميز. واتفقت مع رأى عائشة الشبيلي في أن عدم توفير المكان المناسب يعد المشكلة الرئيسة أمام مئات الفتيات اللائي يمكهن العطاء بشكل أفضل لو أقيم لهن مصنع أو توفرت لديهن حاضنة أعمال ترعى أعمالهن خاصة أن الكثير منهن مسؤولات عن رعاية أسر ويطمحن في فرصة مناسبة للاستقرار الوظيفي.