شارك ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الجمعة، في العاصمة التايلندية بانكوك، في الحوار غير الرسمي لقادة الدول الأعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ APEC. وتأتي مشاركة ولي العهد، في الحوار غير الرسمي لقادة الدول الأعضاء في هذا المنتدى، كأول مشاركة للمملكة في هذا المنتدى الذي يُعقد في مرحلة حساسة في ظل ما يشهده العالم من أزمات سياسية واقتصادية وعسكرية. وتوجد 4 أسباب رئيسية جعلت قادة الدول الأعضاء بالمنتدى يوجهون الدعوة للمملكة؛ هي التقدير العالمي لمكانة السعودية وقيادتها وإدراكا لثقلها السياسي والاقتصادي وكذلك النمو الاقتصادي المتميز للمملكة خلال العامين الأخيرين، فضلا عن تسجيل المملكة قفزات كبيرة في مؤشر التنافسية العالمية، إضافة إلى قيادتها لأسواق الطاقة العالمية. نمو اقتصادي يمثل قرار دعوة السعودية خطوة إيجابية من الدول الأعضاء في المنتدى في ظل تركيز المنتدى على الجوانب الاقتصادية في التعاون المشترك دوليا وتصدر المملكة دول مجموعة العشرين G20 من حيث معدل النمو خلال عام 2022، وفق تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، الصادر عن صندوق النقد الدولي أكتوبر 2022، كما توقع صندوق النقد الدولي أيضا نمو اقتصاد السعودية لعام 2023 بمعدل 3.7% بحسب التقرير نفسه. كما سجلت المملكة ثاني أفضل أداء وتقدمت 8 مراتب في التقرير السنوي للتنافسية العالمية 2022، كما تسعى المملكة دائما في خططها التنموية من خلال رؤية المملكة 2030 إلى تحسين بيئة الأعمال وتذليل المعوقات لجعلها بيئة أكثر جاذبية وتحسين البيئة الاستثمارية وزيادة جاذبيتها للمستثمرين المحليين والأجانب، وهي جوانب ضمن أبرز المحاور التي يهتم بها المنتدى. محور الاستدامة تأتي الاستدامة وهي أحد أهم محاور المنتدى لهذا العام ضمن أهم مستهدفات رؤية السعودية 2030 منذ إطلاقها، حيث تهدف الرؤية إلى الارتقاء بمستقبل المملكة مع التركيز على الاستدامة كمحور أساسي في التخطيط وتأسيس البنية التحتية وتطوير السياسات والاستثمار. المبادرات الخضراء وتشكل مبادرتا «السعودية الخضراء» و«الشرق الوسط الأخضر» معا خارطة طريق طموحة لا تقود المملكة فحسب، بل وتُسيّر الجهود في المنطقة نحو الاستدامة، حيث ستعمل هذه المبادرات على تقليل الانبعاثات، وزراعة 50 مليار شجرة، وحماية الطبيعة في الأرض والبحر، كما تتضمن مبادرة السعودية الخضراء إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وزيادة نسبة المناطق المحمية في جميع أنحاء المملكة إلى أكثر من 30% من إجمالي مساحة الأرض، أي 645.000 كيلومتر مربع، وهو ما يوازي حجم دولة كبيرة. وكذلك أعلن ولي العهد، خلال مشاركته مؤخرا في القمة الثانية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والتي انعقدت في شرم الشيخ، استضافة المملكة مقر الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وإسهامها بمبلغ 2.5 مليار دولار، دعما لمشروعات المبادرة وميزانية الأمانة العامة. كما كشف ولي العهد في القمة الثانية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، استهداف صندوق الاستثمارات العامة الوصول للحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول العام 2050، من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، ليكون من أوائل صناديق الثروة السيادية عالميا، والأول في منطقة الشرق الأوسط، في استهداف الوصول للحياد الصفري بحلول هذا التاريخ، بما يعزز دور الصندوق لاعبا رئيسا في دعم الجهود العالمية في مواجهة تحديات المناخ. قيادة أسواق الطاقة وتحظى المملكة بمكانة قيادية في أسواق الطاقة العالمية، وقد وظفت هذه المكانة لتحقيق الاستقرار والتوازن في الأسواق الدولية، وهي تعتبر أن أمن الطاقة واستدامتها موضوع ذو أهمية بالغة، ومن هذا المنطلق حرصت على وضع سياسات فعالة لأسواق الطاقة توازن بين أمنها واستدامتها.