غاب الترابط الأسري بسبب الانغماس في مشاغل الحياة، التي لم تكن سبباً مقنعاً في تشتت الأسرة داخل المنزل إلا أنه أصبح عذراً وجواباً مغلفاً ما إن تسأل عنه «رب الأسرة»، إلا ويبادرك بالرد به مباشرة، وعندما تتعمق في ماهية هذه المشاغل تجد فقط العمل الذي لا يأخذ منك سوى عند معظمهم ساعات الصباح وهو الوقت الذي يكون الأبناء فيه بالمدارس للعلم والتربية التي فقدت داخل الأسرة وحرم الأبناء عنها من قبل «الآباء»، لانغماسهم بمشاغل الحياة المزعومة والفعلية «باطلة». لو نظرنا في وقتنا هذا عن ما يشغل الوقت سواء في الأسرة أو العمل أو الشارع عند الأغلبية العظمى، لوجدت عاملاً مشتركاً الجوال وبالتحديد «وسائل التواصل الاجتماعي» وليس الجانب المضيء منها، وإنما للأسف الجانب المظلم، الذي يقود نحو الطريق المنحدرة من خلال ما يزرعه من يطلق عليهم «المشاهير»، الذين طغوا بأخلاقهم ليس فقط على الصغار وإنما كذلك على الكبار من الآباء والأمهات وأصبحوا قدوة في أخلاقهم ولبسهم وطريقة تعاملهم، لا نأسف على الكبار لاقتدائهم بهم، بل نأسف على السماح لهم بغزو أجيالنا ونحل أخلاقهم وعاداتهم، وحرمانهم من جو الأسرة وترابطها. هنا في وطننا تقوم أجهزتنا الأمنية بتوجيه قيادتنا الرشيدة- حفظها الله- بمتابعة محتواهم وردعهم، لكن التساؤل والمسؤولية الأولى أين دورك أيها «الأب» وأيتها «الأم»، هل راقبتم ما يتابعه أبناؤكم عبر أجهزتهم الذكية هل لاحظتم تصرفاتهم وعباراتهم من أين اكتسبوها، حان الوقت لأن نتدارك ما مضى وأن نضع احتواء أبنائنا نصب أعيننا، لنعيد لأسرنا أجواءها الترابطية، ولنلملم شتات عقولنا وأجسادنا باستثمار أوقاتنا داخل أسرنا.