مفازة مقفرة، مساحة من الأرض ممتدة شاسعة لا أثر لحياة هانئة، قبائل متناحرة متفرقة يسودها القتل والبطش والفساد... حالة من الشتات والانقسام أمنها في سبات بلا سلام... تتلوها معارك وانتصارات قيض الله لها فارسًا ملهمًا أدهش التاريخ بحنكته، وشجاعته، وإنجازاته، فوحد أجزاءها، ولملم شتاتها؛ لتشرق بعدها شمس الحضارة ماحية غياهب الجهل، والضلال... فيكون الوطن العظيم بعبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. ففي يومه (الوطن) تتوحد مشاعر السعوديين؛ حبًا وفرحًا وولاءً، صدقًا وروحًا وانتماءً... يرفرف «الخفاق أخضر» في فضائه الفسيح... اثنان وتسعون عامًا تشع بالسنا، بدأها المؤسس الباني، وأحياها ملوك عظام تحت راية التوحيد، والنهج القويم... في يوم الوطن تكتمل صورة ذلك الحب، والبهجة، والتلاحم التي يتفرد بها السعوديون... حب لم تفرضه قوة أو نظام، أو شعارات، بل حب وليد لتلك البطولات والتضحيات، والانتصارات، التي رسمها، وقادها البطل الفذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ورجاله المخلصون - كان التاريخ شاهدها في كل المراحل والتحديات، والتحولات؛ لتصبح بعدها المملكة العربية السعودية موطن الأمن والأمان، والإسلام والسلام.. حب يزداد يومًا بعد يوم، يتوارثه الأبناء، ويفخر به الآباء والأجداد، فنعم التعاضد، والالتفاف، والالتحام... في هذا اليوم - المطرز بإنجازات وطنٍ شامخٍ عظيمٍ، ليس له ند أو نظير، أو مثيل، بقيادة يفخر بها التاريخ على مر العصور والسنين، يلتف حولها شعب مخلص وفي أمين - نعيش أجواءً يفوح أريجها بذكرى يوم مجيد نعتز فيه «بعقيدتنا وقادتنا، وهويتنا وقيمنا، ومنجزاتنا». اثنان وتسعون عامًا، يشع سناها بإنجازات الخير، والبناء شملت كل نواحي الحياة والرخاء، برؤية صائبة لأصحاب العزم والهمم والتحديات... برؤية علوت همة، ونقلة تسابقت فيها خطى الزمان؛ لتحقيق حلمك أيها الوطن العظيم، ولتستمر مسيرة العطاء، والنماء إلى عهد زاهر مشرق بقيادة الملك الهمام سلمان، وساعده الأمين ذو الرؤية الطموحة، راسمًا خلالها مستقبلًا يليق بمكانة الوطن.. فدمت –أيها الوطن– عشقًا، وحبًا، وأمنًا وروحًا، ترعاك أيدٍ أمينة.