نشرت جريدة «الوطن» الغراء بتاريخ 12 ذي الحجة 1443 للهجرة بعنوان (الغمامة من مواضع صلاة العيد في العهد النبوي)، حيث ألقيت محاضرة تحت عنوان قصة مسجد الغمامة، وكانت النتيجة النهائية للمحاضرة أن مسجد الغمامة هو مسجد المصلى وهو الاسم الصحيح، وبعد البناء أطلق عليه اسم «مسجد المصلى»، ولم تذكر كتب المؤرخين، لا سيما ما يتعلق بالمدينة النبوية اسم كلمة غمامة إلى المسجد، ولكن ورد كثيرًا اسم المصلى أو مسجد المصلى في كتب من أرّخوا للمدينة، ويذكر كثيرًا في معظم من ألف على المدينةالمنورة حتى نهاية القرن الثاني عشر هجري، سواء من حيث تجديد المسجد (المصلى) أو تحديد منازل الصحابة. وذكرت حديث تظليل الغمامة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم أذكر السحابة التي ظللته -صلى الله عليه وسلم- في المصلى عند الاستسقاء، وهذا خطأ غير مقصود؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- معروفٌ بأنه مظلل الغمام، وكان الهدف بأن مسمى الغمامة أطلق حديثًا على مسجد المصلى، وورد ذلك عن السلف والخلف، ولم ترد غمامة في المسمى. ولأنني قرأت المقال في جريدة «الوطن» وكأن المحاضرة التي ألقيتها قللت من قيمة هذا المسجد العظيم الذي يعد المسجد الثالث في الأهمية بعد المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء، وذكرت ما تم خلال تاريخه من صلاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- للعيدين وصلاة الاستسقاء وصلاة الغائب على النجاشي، ولم أقدح في تاريخ هذا المسجد المبارك ولا في أهميته، ولا في أي جانب من جوانب تاريخه العظيم، ولكن لم أجد إجابة خلال المقال متى تم إطلاق الغمامة عليه، ولا أي مصدر تاريخي معتمد يطلق عليه مسجد الغمامة حتى القرن الثاني عشر الهجري، وأمام القارئ الكريم بعض مؤرخي المدينة النبوية يذكرونه بمسمى المصلى، وأحيانًا مسجد المصلى، وذلك كما يلي: المؤرخ اسم الكتاب ابن زبالة (ت 199للهجرة) (أخبار المدينة) الواقدي (ت 207) (المغازي) ابن شبة (ت 262) (تاريخ المدينة النبوية) ابن جبير (ت 578) (رحلة ابن جبير) ابن النجار (ت 643) (الدرج الثمينة) ابن بطوطة (ت 726) (رحلة ابن بطوطة) المطري (ت 741) (التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة) المراغي (ت 816) (تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة) مجد الدين الفيروز آبادي (ت 817) (المغانم المطابة في معالم طابة) محمد بن أحمد بن الضياء (ت 845) (تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة) السمهودي (ت 911) (وفاء الوفا) أحمد بن عبدالحميد العباسي (عمدة الأخيار في مدينة المختار) إبراهيم عباس الصديقي (المناهل الصافية العذبة في بيان ماخفي في مساجد طيبة) علي بن موسى أفندي (وصف المدينةالمنورة) عبدالقدوس الأنصاري (آثار المدينةالمنورة) وكما يلاحظ القارئ أسماء المؤرخين هم الذين كتبوا عن المساجد وأسمائها واستلمها الجيل الحالي منهم، أما الكتابة عن أهمية المسجد وعن السحابة التي ظللت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا نشك في ذلك، لكن لم تطلق على المسجد، ومن أراد الإيضاح وبيان الحق عليه أن يذكر بأن مسجد الغمامة أو ذكره المؤرخ فلان أو علان، أما يذكر أهميته فهذا لا يخفى على الجميع وذكر ذلك في المحاضرة. وأخيرًا بأن هدف المحاضرة تحقق، حيث إن كلمة غمامة لم تطلق على المسجد إلا حديثًا، ومن لديه ما يثبت ذلك فالمجال مفتوح، وما التزم به المؤرخون خلال طبقاتهم المختلفة نلتزم به وصلى الله وسلم على من ظلله الغمام في ذهابه وإيابه -صلى الله عليه وسلم.