حمد جويبر- جدة "ثوري ثوري درعا حمصية تنادي درعا" هذه الكلمات المفجعة التي تنثر الدمعات تباعاً كانت لمشهد منظر طفلٍ يقبع في مخيمات اللاجئين الفلسطينين بدرعا، فقد ازداد حزنه وانفجرت آلامه راثياً أخته سعدة ذات الخمس سنوات.. لم يستطع أن يحبس دمعه بل جعله نغماً مدرارا يجول في العالم أجمع.. ويرسل عبارة الرجاء بأن ينقذوه من الموت، وأن يدعوا لروحه الفاقدة لأخته بالصبر، فكاهله اكتفى بالضياع والتشريد والألم فلم يعد له قوى تحتويه وتعينه. جعلتني كلمات الصغير أنشد الله عز وجل أن ينصره ويعيد له الابتسامة من جديد، ويمحو عن بلده الجريح آثار الظلم والعدوان، وعن سورية العز الاستبداد والقهر.. أفلا يكفي ذلك النحيب البريء الذي إن أسمع غليظي العالم وأشّداءهم لبكوا واستنصروه ليعيدوا له حقه المسلوب! بالفعل لا بد أن يخرج العالم لهؤلاء البسطاء نصيبهم من الحرية، فهم لا يريدون شيئا سوى أن تعود شامهم حرة وتعود لها روح الأمن والأمان. فابك يا صغيري.. أنشد نحيبك للملأ.. لعل دموعك الغاليات تكون رسول السلام الذي يجلب الفرج ويحقق النصر.. وتعود إلى رسوماتك وألعابك بدون أن تسمع دويّ مدفعية وطلقات رصاص.. فحتى لو طُمس هذا العيد.. سيكون العيد القادم هو موعد الاستقرار والاطمئنان ومغادرة الظلم وثبات الإنصاف والمنهاج القويم.. صبرك بُني.. جميعا متأثرون لفراق سعدة فهي لا تزال تنبض في شرايين كل عربي وتلهو عروستها الشقراء في داخل الأرواح.. وأعدك أنها ستسعد إن رأتك فرحاً لاستشهادها مناصراً للسوريين مناهضا لأعداء وطنك.