إن من لطف الله سبحانه وتعالى، لم يجعل نهايات عصبية حسية على الأوردة، حتى لا نشعر بجريان الدم في عروقنا، ويسبب الانزعاج أو الألم طوال الوقت، ولهذا لا يمكننا أن نشعر بأي تغيرات فيها إلا إذا تأثرت الأعضاء الموصلة بها. حيث يتحكم الدماغ في انقباض الأوردة واسترخائها، من خلال قوة ضخ القلب للدم، بحيث يضبط سعة الأوردة بكمية الدم بداخلها، من هنا يمكننا أن نعرف ضغط الدم على أنه قوة دفع الدم عبر الأوعية الدموية الخارجة والداخلة للقلب. وبهذا نستنتج أن نسبة ضغط الدم الطبيعية ترتكز على ثلاثة جوانب: الجانب الأول هو قوة عضلة القلب وانتظام نبضاته أما الثاني فيعتمد على ليونة الأوعية الدموية و مدى تصلبها والثالث نسبة مياعة الدم وكمية السوائل أي خلل في أحد هذه الجوانب يسبب إما ارتفاعا أو انخفاضا في ضغط الدم، وقد يحدث اضطراب في ليونة الأوعية بسبب تصلب الشرايين، أو انسداد وعائي يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الأوعية، يسبب ضررا في أجزاء متفرقة من الجسم من غير ما يشعر الشخص، ولهذا سمي بالقاتل الخفي. وعلاج ارتفاع ضغط الدم يتم بطريقتين، وقائية أولا ثم دوائية وللوقاية يتوجب على الشخص التركيز على الجوانب الثلاثة، من المحافظة على التمارين الرياضية، أهمها المشي لتنظيم ضربات القلب، و تجنب المأكولات الغنية والمشبعة بالدهون، للمحافظة على ليونة الأوعية وتناول مأكولات تساعد على زيادة سيولة الدم كالنعناع والزنجبيل، كما ننصح بتجنب الأملاح لأنها تحبس السوائل داخل الأوعية، مما يزيد من الضغط داخلها. وإذا كان سبب ارتفاع الضغط مرضيا كوهن عضلة القلب، أو فشل كلوي، أو الربو، فيتوجب على المريض المراجعة مع طبيب مختص، والاستمرار على العلاجات الدوائية، ودائما نصيحتي الوقاية خير من العلاج.