خلال الستة أعوام الماضية أصبحت المملكة وجهة سياحية داخلية وخارجية، حيث أصبح عدد مرتادي المطارات أضعاف الأضعاف. ولو قامت الشركات المشغلة في المطارات بإحصائيات دقيقة عن الأرقام المتزايدة للسياحة، حتما ستجد أن الإشكالية ليست في الطيران، ولا في خدمات المطارات، ولا في المسافر، ولا في الأسعار، وإنما في تضاعف أعداد المسافرين.. حيث إن المملكة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سيدي سمو الأمير محمد بن سلمان.. انتقلت بخطوات عملاقة نحو المستقبل في كل الاتجاهات الصناعية والثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها. هذه المشاريع العملاقة ساهمت بدورها في تحريك عجلات الاقتصاد الداخلي، وعلى رأسها السياحي، بالتالي شاهدنا أعدادا هائلة من المسافرين جوا وبرا وبحرا، بالذات داخل المملكة، وليس خارجها كالسابق، حينما كانت السياحة الداخلية أقل قوة من الآن. لذلك من وجهة نظري الشخصية أن المشكلة لا تكمن في المطارات، كما يعتقد البعض، ولا في النواقل الجوية، ولا في الخدمات عامة، بقدر ما أن المشكلة هي أن القفزة الصاروخية للسياحة الداخلية أربكت القدرة المتاحة سابقا. مثلا لو قبل عشرة أعوام عدد المسافرين داخليا سنويا 7 أشخاص، وفجأة أصبح العدد 70 ألفا.. أكيد هذه قفزة فجائية أكبر من قدرة النواقل الجوية المعتادة على سبعة مسافرين كل سنة (الأرقام كمثال يخدم الفكرة). ولهذا هناك قطاعات كثيرة موعودة بضغط مشابه لما حدث للنواقل الجوية، أولها القطاعات الصناعية القادمة، ولكن ضغط إيجابي.. بمعنى لو تتذكرون لقاء سيدي سمو ولي العهد حينما قال فيما معناه أن الرؤية سوف تبتلع الكثير من المشاكل، وعلى رأسها خفض مستوى البطالة، حيث إن هذه القطاعات تدخل آلاف وملايين الوظائف الجديدة في السوق، وهذا الذي سيحدث أو ربما قد حدث جزء كبير منه في القطاع السياحي. هناك مشاريع سياحية ضخمة سوف تكون جاهزه خلال السنوات القليلة القادمة. ومعنى كلمة مشروع (يعني) آلاف الوظائف، آلاف المطاعم، آلاف الكوفيهات، آلاف المحلات التجارية، آلاف الأسواق، آلاف الخيارات، آلاف الفرص.. نموا ضخما في الاقتصاد غير النفطي.. كل ما يبشر بالخير قادم.