الوالدان نعمة عظيمة من الله، فهما نور الحياة وعماد الأنس، هما العيد وفرحته وبهجته، هما الملاذ والمفر من زحام الحياة.. هما السند بعد الله. أوجعني كثيرا تصرفات بعض الشباب مع والديهم، أوجعتني الأم التي تسأل صاحب محل إصلاح جوال.. هل هاتفها لا يعمل، تقول.. أبنائي لا يتصلون بي، أوجعتني مشاهد كثيرة لا يحصيها قلمي. رفقًا أيها الأبناء بالآباء، ديننا أوصى بالوالدين إحسانًا ورضا، وجعل عبادة الله وطاعة الوالدين مقرونة ببعض، إننا اليوم أصبحنا في عالم غريب، فالوالدان آخر اهتمامات بعض الشباب.. هداهم الله. ترى الأب يسعي جاهدا للعمل وكسب الرزق لأولاده، بينما نرى الشباب متكدسين بالمقاهي والكوفيهات، رامين حمل المسؤولية على أكتاف الوالدين، ونرى بعضهم يرفع صوته غير مبال بالآثار النفسية التي تفاقمت مع كبر السن، متناسين أن طاعتهما باب من أبواب الجنة، وبعضهم يفضل السكن مستقلا ناسيًا لهفتهم على أحفادهم، وأن القرب يعتبر أنسا للوالدين.. أطال الله أعمار والدينا وحفظهما ورعاهما.