قال إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس إن مؤتمر التضامن الإسلامي، الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واحتضنته مكةالمكرمة في ليلة من ليالي العشر الأواخر من رمضان جاء في أوانه، وما بدر عنه من توصيات جاءت لتبدد غياهب الغمة التي أضلت الأمة، وتعود الأمة الإسلامية إلى سابق مجدها ورفعتها، وتسترد سابق عزها ومكانتها، فسدد الله خطاهم وباركهم ورعاهم ووفقهم إلى ما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، وجزى الله خادم الحرمين الشريفين على جهوده المباركة في جمع كلمة المسلمين، وتوحيد صفوفهم، ونصرة قضاياهم، وليهنأ وفقه الله ولتهنأ الأمة جميعا بهذا الإنجاز والنجاح والامتياز. وأضاف قائلا: إننا ونحن نودع شهر رمضان، ما تزال مآسي أمتنا تذرف، وجراحاتها تنزف، وتتقطع منهم الأشلاء في صلف ورعونة، في الأقصى، وفلسطين، وفي سوريا الشام الحزين، أما علمتم حال إخوانكم في بورما، وأراكان، فقد عمل الطغاة الظالمون بالمسلمين هناك قتلا وتشريدا، فقتلوا الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء، ويتموا الأبناء وانتهكوا أعراض النساء، وسط صمت عالمي وتجاهل دولي. وبين الشيخ السديس، أنه في هذه الآونة العصيبة، ومن هذه البقاع الطاهرة، وعلى ثرى مكة العامرة، وفي ليلة من ليالي العشر الزاهرة، أثلجت صدور المؤمنين، وقرت أعين الغيورين، بمؤتمر استثنائي تاريخي هو مؤتمر التضامن الإسلامي، الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين، وقد تألق بحمد الله مؤتمر قادة الأمة، وتأنق بموضوعاته الجسيمة، وتوصياته العظيمة فلله درُّهم، وقد أشرق جمعهم، وتلألأت بالمحبة صفوفهم، في هذه الرحاب المباركة، والأيام العابقة، وفي ليلة غراء من هذا الشهر المبارك، اعتصموا بحبل الله أجمعين، واتحدوا على الخير، فحازوا شرف الزمان والمكان، وطاعة الواحد الديان، وكانوا قدوة لشعوبهم في الوحدة والائتلاف والاعتصام، ونبذ الاختلاف. وفي المدينةالمنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم: ينزل الله على عباده مواسم الخيرات ليتزودوا من الطاعات ولحكمته سبحانه لا تدوم الأيام المباركات ليتسابق المتسابقون في لحظاتها ويحرم من فضلها المقصرون.