حينما يركض المرء وراء أهدافه بجنون، متجاهلًا يومه، متطلعًا للغد البعيد، وكأنه يضمن لتلك النفس بأن تواصل زفيرها، ماذا عن لحظاته الراهنة.. ذاته.. عائلته.. أصدقائه؟. كل هؤلاء يقبعون في قائمة انتظاره، ينتظرونه ريثما يصل إلى أهدافه، ومن ثم يأتي دورهم لاحقًا، بعد أن أخذت السنين من أعمارهم، حينها سيفاجئ بأنه قد ظل وحيدًا، فمنهم من رحل عن دنياه ومنهم من سأم من انتظاره كل ذلك الوقت، نجح في أهدافه، وعاشها بسعادة، ولكن الخواء هو كل ما عاشه بعد تلك السعادة، فما الفائدة من سعادة خسر معها الكثير؟!. يعلن عن هزيمته وكبريائه الذي منعه من اتخاذ موازنة كانت ستكون نجاةً له، ولكنه فشل في ذلك، فمن منّا لا يطمح بالوصول إلى أهدافه؟ ولكن التوازن هو مطلب كل مرحلة تسير فيها، لتنتصر مستمتعًا بلحظتك الراهنة، وبتحقيق أهدافك المستقبلية، فالسعادة ليست مشروطة بالهدف الذي تظل تلاحقه طوال حياتك، بل ستجد السعادة في أبسط الأمور، والنجاة هو أن تستمع بتفاصيل حياتك مع من تحب، وتستمتع بكل ما تفعله أثناء طريقك نحو هدفك الذي تريد تحقيقه، لا أن تؤجل الاستمتاع بالحياة حتى تصل إلى هدفك، حينها قد تكون أضعت الكثير من سنوات حياتك في الانتظار، ولا تدري هل ستحصل على تلك السعادة أم لا، سيكون حينها قد فاتك الكثير من جمال الحياة وقد رحل من حولك أحباؤك، وقد خسرت أثناء ذلك صحتك أيضاً، وستدخل مجددًا في دائرة البحث عن السعادة. تعلم أن تعيش اللحظة وألا تقلق بشأن الغد وتفكر فيه بقلق، أعمل على قدر استطاعتك بدون أن تهلك نفسك معنويًا وجسديًا، فالتفكير لن يفيدك بشيء.