تشدني عادة كتابات الكتاب المخضرمين، لأنها تتميز عادة بالدقة والاستقصاء وتوثيق المعلومات، والبعد عن توزيع الاتهامات والأعراض عن رؤية القفزات التنموية الكبيرة، لكن استوقفني مقال الكاتب صدقة يحيي فاضل في الثاني من يناير حين كتب عن «الطلاب الجامعيون التنابلة». ومع احترامي للكاتب ووطنيته والرغبة فى إصلاح وإدراك ما يمس الشأن التعليمي والأكاديمي من ملاحظات أو أخطاء أو قصور، إلا أن مقاله لا يعبر أبدا عن أي نقد هادف أو حقائق صحيحة، فقد غلب على مقاله عن التنابلة ذكر معلومات وأعداد وأرقام ونسب لم يذكر في أي شيء منها مصادرها ليؤكد مصداقيتها، ولا يستطيع المطلع على المقال ابعاد انطباع لديه بأن كاتبه ينتصر لنفسه أو ينتقم لها، بعيدا عن النقد البناء والتوصيف الشخصي الحقيقي للمشاركة التي طرحها حسب رؤيته. إنكار المنجزات والتطور المستمر في قطاع التعليم الأكاديمي منه خاصة لا يمت بأي صلة للأخلاق والمبادئ والقيم التي يجب أن يتصف بها كل عالم، ومعلم، وغني القول أن قطاع التعليم الأهلي يمارس رسالته التعلمية والأكاديمية وفق الرؤية والسياسة التعلمية في المملكة العربية السعودية، وبإشراف وزارة التعليم وفق آلية لرقابة خارجية وداخلية تنتهج أساليب حديثة لمراقبة الجودة، مع الالتزام بالحوكمة مع المسؤولية المجتمعية التي نراها في مجالس الإدارة في قطاعات التعليم المنتشرة والمختلفة. إن ما حمله المقال إنما هو رؤية سوداوية للمشهد الأكاديمي وتصويره كقطاع تجاري تسيطر عليهم الرغبة فى جمع المال بأي وسيلة. هذا لا يمت للواقع بصلة، بل يؤكد أن تصوير المشهد يمثل ما ذكره الكاتب إنما هو لأسباب بلا شك غير علمية ولا نقدية، ولم يلتزم بأي حيادية، بل على العكس إن الجامعات الأهلية من حيث العموم حققت نقلة نوعية لا سيما في مجال التخصصات المطلوبة في سوق العمل، وأصبح وجودها محفزا ومنافسا للقطاع الأكاديمي الحكومي، والذي هو أيضا يستحق الإشادة دون أي مجاملات، وأن تطور منظومة التعليم في المملكة العربية كان دائما الأهم لدي المسؤولين في الدولة، وخصصت لتطويره ميزانيات ودراسات لم تتوقف، بل حققت نقلات نوعية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ومن خلال رؤية سمو ولي العهد لا يسع المقال لذكرها. إن رمي التهم جزافا والتقليل من المنجزات التعلمية والأكاديمية على وجه الخصوص، هو معول هدم لا يتصور صدوره من كاتب وأكاديمي درس وتخرج وعاين الواقع وعرف الحقائق.