في كثير من الأحيان يحتاج الشخص للترفيه عن نفسه والخروج من ضغوط العمل، حتى لو كان ذلك عن طريق الصدفة. هناك بعض المصطلحات العامية التي تضعنا كممارسين صحيين في هستيريا الضحك، خاصة عندما نعرف الحقيقة. كقول أحدهم، «بطني فيها نار». فيجيبه آخر: «اشرب مويه طفيها ترتاح». والحقيقة أن الشعور بالحرقان في المعدة، يرجع فقط إلى زيادة الحموضة، ويزول عن طريق تقليل تناول الدهون والأحماض، مع استخدام الحبوب المضادة للحموضة، ولا يمكن علاجها بالماء. وفي قول آخر «عيني اتعبتها مويه بيضا»، الحقيقة أن العين لا تمتلئ بالماء وإنما تتغير خصائص السائل الرئيسي المحيط بعدسة العين، وتتصلب مثل الثلج، فيصبح لونها أبيض. وعندما يأتي إليك رجل كبير بالسن ويقول: إن عيني كلها غبار، وتحاول أن تُفهمه أن هذا الشعور ناتج عن جفاف العين، ينزعج ويقول إنك لا تفهم. وهذا الأمر بسيط بجانب أن يأتي إليك ويخبرك أن معدته مليئة بالحجارة والألم،وهنا تكمن المشكلة كيف تقنعه بأنه مصاب بمرض القولون ويجب عليه الالتزام بنظام غذائي وتمارين للبطن لتقليل الانتفاخ والغازات. هناك مقولة شائعة بين معظمهم، " ركبتي متصلبة يبالها زيت"، والحقيقة أن كمية السوائل المحيطة بغضروف الركبة قد انخفضت، لذلك يحتاج إلى حقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب أو لحقن سائل مشابه للأساسي، السائل الغضروفي. الأمر الأكثر هستيريا عند قول المرأة "إن الجراح عملها خياطة بالليزر"، لا يوجد مصطلح علمي يسمى خيوط الليزر، بل هي عملية خياطة عادية، يستخدم فيها الجراح نوعا من الخيوط المصنوعة من ذيل الحصان الشفاف غير المرئي. ولا يمكنني التوقف عن الضحك عندما أتذكر تلك الفتاة في سن 23 عندما كنت مشاركة في عيادات التطعيم Covid، بينما كنت على وشك إعطائها اللقاح، أمسكت بيدي وأخبرتني أنه بعد التطعيم ستموت، جعلت كل من بالعيادة يضحك، ولكننا تماسكنا وفهَّمناها أن الأعمار والقدر في يد الله، وأن الحكومة لا تفعل شيئا يضر بشعبها، ومع هذا رفضت التطعيم. والحكايات تستمر والمصطلحات كثيرة وما زلنا نعمل ما نحب.