لا يوجد إنسان كامل في هذه الحياة إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إن لكل شخص أو فرد مميزات وعيوبا، فالمميزات عبارة عن القدرات الشخصية، التي يكون لها الأثر الإيجابي على الشخص وما حوله، والعيوب التي تعطي انطباعات سلبية، التي ينبغي علينا جميعاً تعديلها وتغييرها، فالتخلص من العيوب و تعديلها والاستفادة من تجاربك، هي تطوير لشخصيتك وتعطيها مجالا أكبر وفلكاً أوسع. يمكن لشخص أن يتخلص من عيوبه ويدرك عيبه بنفسه، وأن تكون لديه شجاعة الاعتراف بالخطأ، وبعد الوصول إلى هذه المرحلة تكون لديك القدرة والقوة، على تحويل العيب إلى ميزة تتحلى بها، فإذا صعب عليك التغيير نهائياً، فعليك أن تكون جاهداً لنفسك، وتتصرف كما تصرفت السيدة الصينية في وعائها المثقوب. يُحكى أن سيدة صينية كان لديها وعاءان، تملؤهما بالماء من النهر وتعود بهما إلى بيتها كل يوم. الإناء الأول كان سليما يحفظ كامل الماء، في حين كان الآخر مثقوبا يتسرب الماء منه بمعدل صغير. عند عودة السيدة إلى بيتها بعد مسيرة طويلة، كان الوعاء الثاني يصل وقد خسر نصف ما به من ماء. بعد مرور عامين على هذا المنوال، بلغ الخجل أشده بالوعاء المثقوب، خاصة وأن الوعاء السليم بلغ به الفخر مداه، وتباهى بأدائه الكامل، لشدة تعاسته تحدث الوعاء مع سيدته، وأخبرها بمدى شعوره بالحزن والأسى والخجل لتسرب الماء منه. ابتسمت السيدة الصينية من كلامه وقالت له: هل لاحظت صف الزهور والورود، الذي زرعته على جانب طريقي إلى النهر، الجانب الذي أحملك عليه؟ هذه الزهور زرعت حبوبها بنفسي، وكل يوم أثناء عودتي من النهر، كنت أسقيها بالماء المتسرب منك. على مر عامين كنت أقطف هذه الزهور لأزين بها طاولتي وبيتي، ولولا تسريبك للمياه، لما استمتعت بالطلعة البهية لهذه الورود في بيتي، انتهت القصة. لكل إنسان منا عيوبه ونواقصه، التي تؤدي لتسرب السعادة منا، لكن حين تتعايش معها وتحاول حسن استغلالها، ستجد حياتك مثمرة وسعيدة. عليك أن تتقبل ضعفك ونقصك، وضعف ونواقص الآخرين غيرك، وأن تبحث عن جانب الخير والنفع في كل منا. لذا إذا كان لديك إناء مثقوب، لا تستطيع إصلاحه، ساعتها ابحث عن طريقة ذكية، تستغل بها هذا العيب الصغير بشكل إيجابي مفيد مثمر. ازرع الورود واستغل الثقوب، فهكذا تنجح في الحياة، وهكذا تسعد وتهنأ.