تجمع مواقد الجمر حولها في ليالي الشتاء الباردة رجالات شرورة، ليسمروا على دفئها، ويقيموا حفلات الشواء، ويكسروا حدة البرد القارس بقبسات منها، مستمتعين بالطبيعة الخلابة الساحرة، التي تضفي على أمسياتهم هدوءًا جذابًا منقطع النظير. وتنتعش الصحراء حول شرورة مع دخول الشتاء، حيث تستعيد حيويتها، ويشاركها أبناؤها بحيوية جميلة، تكسر قسوتها، وتصبح مقصدًا لهم. ومع دخول هذا الفصل تنتصب الخيم والأروقة وتعلة «شبة الضو» والمعاميل، وبرميل الغاز، وتمخر سيارات الدفع الرباعي عباب الرمال، في مغامرات تحد مع الصعاب الصحراوية. ومع انتشار وسائل التقنية الحديثة بات الوصول إلى المواقع المقصودة والعودة منها أيسر وأسهل، حتى باتت بعض مواقعها تمتاز بشهرة خاصة، وبات الوصول إليها ميسرًا وسهلًا. وإذا كانت الصحراء تستضيف في نهاراتها هوايات مثل التزلج على الرمال الحمراء، وركوب الدراجات النارية الصحراوية أو قيادة السيارات ذات الدفع الرباعي فوق الكثبان الرملية فيما يعرف ب«التطعيس»، إضافة إلى تجارب أخرى أكثر هدوءًا وهي مستوحاة من التاريخ والتراث مثل «ركوب الجمال والخيل»، و«التخييم»، فإنها لياليها غالبًا من تشهد تجمع الرجال حول المواقد يسمرون ويتبادلون الأحاديث والأهازيج. عادات متوارثة يقول أمين عام لجنة الأهالي المهندس صالح بن سليمان بن رميدان الصيعري إن الشرح والزامل من الفنون الشعبية التي تميز بها أهالي محافظة شرورة، وهي من عاداتهم المتوارثة منذ قديم الزمن، وما زالت حاضرة في كل المناسبات الاجتماعية في وقتنا الحاضر، ويؤديهما مجموعة من الرجال في صفين ويقومون بتلحين أبيات شعرية بصوت عال ومرتفع، وكأنه صوت رجل واحد مما يكون له أثر ملموس لدى الحاضرين والمستمعين ويعطي المناسبة رونقًا وجمالًا. ألحان مختلفة بدوره، تحدث مدير إدارة تعليم شرورة السابق سعيد باوزير بالتفصيل عن الفنون الشعبية في شرورة، وقال «الزامل من أهم الفنون الشعبية التي تؤدّى في جميع مناسبات أهالي محافظة شرورة، ولا يقتصر أداؤها على الأفراح، بل يشمل ذلك أغلب المناسبات الاجتماعية، وتقوم طريقته على أساس مجموعة من الرجال يردّدون في صف واحد فور وصولهم إلى مكان المناسبة بيتين من الشعر في لحن رجولي تمتلأ به الحناجر مفسرين في معناه سبب قدومهم، ليتم استقبالهم من قبل مجموعة أخرى بالترحيب. والزامل في محافظة شرورة يشهد محاورات بين الشعراء، وهذه ميزة لزامل أهالي شرورة، وله ألحان عدة ومختلفة». وأضاف «الشرح، هو عبارة عن صفين يتغنى الواقفين في كل منهما بلحن معين وبتصفيق إيقاعي موحد، ويخرج بين الصفين اثنان يشترحون (يتبارزون) بالجنابي أو السيوف، وقد تستخدم الطبول، ويمكن يؤدى الشرح دونها، كما كان المزمار يؤدى سابقًا في الشرح وله ألحان كثيرة جدًا، ويبدع فيه الشعراء في الشعر الغزلي غالبًا، كما يكون شعرهم فيه كذلك ملائم لمناسبات اجتماعية مختلفة». وعن ألحان المغنى (الطوراق)، فهي ألحان مختلفة، وقد تؤدى بالربابة أو الناي أو دونهما، وتحدث أثناءه محاورات بين الشعراء على لحن الغناء، حيث يمكن لشخص أو اثنين، أو ثلاثة أثناء سمرة الغناء. موروث عريق يضيف الشاعر عيظة مرعي النهدي أن «محافظة شرورة من أهم محافظات منطقة نجران، ويطلق عليها عروس الربع الخالي، ويبلغ عدد سكانها قرابة ال100 ألف، وتحفها الكثبان الرملية من جميع الجهات، وهي تمتاز بموروثها الشعبي العريق، ومنه الزامل الذي يعد من أهم فنونها الشعبية، وله أهمية كبرى عند قبائل المحافظة من خلال القصائد التي يتضمنها الزامل، وله عدة أقسام التفاخر بالنسب والقبيلة والتعبير عن حب الوطن، وفي المناسبات القبلية كالأعراس أو الصلح بين القبايل. وللزامل مسميات كالمثمون وهو السائد بين قبائل المحافظة، وأيضًا من الفنون الشعبية والموروثات الأخرى التي تشتهر عند الأفراح والأعراس والمناسبات، وهو موروث الشرح أو ما يسمى اللعب، وطريقة هذا الموروث، هو أن يجتمع المشاركون في المناسبة، ويعبرون عن فرحتهم بالغناء، وفي الآونة الأخيرة تمت الاستعانة بالآلات الموسيقية والمزمار والشيلات. المعطف يصنع من الدقيق الأبيض يتم عجنه ثم تقسيم العجين إلى قطع صغيرة تفرد كل قطعة على حدا ثم توضع على الصاج مع قليل من الزيت تقلب على الصاج الى أن تنضج من الجهتين خبز التنور يتم تناولها مع القشد أو السمن أو اللبن أو الحليب أو المرق الصانة حمسة البصل مع الطماطم تضاف لها الخضروات أو اللحم أكلات شعبية يتناولها أهل شرورة في الصحراء العصيد طحين بر يوضع في قدر على النار ثم يضاف إليه منقوع التمر، أو يكتفى بالماء فقط. يتم تحريكه ومزجه إلى أن يتجانس وينضج يقدم مع زيت السمسم الغفيص طحين بر يتم عجنة ثم خبزه يدق وهو ساخن ويشكل على شكل قالب دائري يوضع وسطه زيت السمسم أو السمن مع العسل المنور خبر يقطع قطعا صغيرة يوضع على النار مع حليب يتم تحريكه باستمرار الى الغليان الفتيت خبز بر يتم تقطيعه وتفتيته يضاف إليه الحليب أو اللبن أو المرق العيش طحين بر يوضع على النار مع إضافة الحليب يتم تقليبه حتى يتجانس وينضج ويصبح قوامه ثقيلا