لا تزال المائدة التهامية متمسكة بأكلاتها الشعبية، ترفض التغير، وتجبر مأكولاتها الشهية أهالي منطقة عسير على التمسك بها وعدم التخلي عنها، مهما طال الزمن. وتشتهر تهامة عسير بعدد من المأكولات الشعبية"ذائعة الصيت"حتى في المناطق الأخرى من السعودية، لتميز مذاقها الذي يعتبره الكثير موروثاً من الموروث الشعبي في المنطقة. "الحنيذ"و"العريكة"و"الميفا"وصولاً إلى"الثريد"مأكولات تتصدر قائمة الطعام غالباًً في المناسبات العامة، مثل حفلات الزواج والأعياد وليالي رمضان، إلى ذلك من المناسبات. على رأس قائمة المأكولات العريقة يتربع"الحنيذ"الذي ذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى:"فما لبث أن جاء بعجل حنيذ"، ويعد الأكلة الأكثر حضوراً في المناسبات، ويتم إعداده من لحم الخروف أو الماعز بعد ذبحه وتقطيع لحمه بطريقة متعارف عليها، ثم يوضع في حفرة بنيت جوانبها من الحجارة تسمى"المحنذ"، بعد أن تمتلئ باللهب الشديد ويتم وضع اللحم داخلها بطريقة منظمة ويفصل بين اللحم والجمر بحاجز من الأعشاب المعينة المرخ أو السلع، ثم تغطى الحفرة بأكياس فارغة، ومن ثم تدفن بالتراب حتى لا يخرج البخار، وبعد مدة لا تتجاوز الساعتين يستخرج اللحم، ويضاف إليه الملح ويصبح جاهزاً للأكل. قرصان التنور الميفا: القرصان جمع ومفرده قرص وهو الخبزة الواحدة، ويمكن أن يستخدم هذا الخبز أو القرصان في إعداد أروع وجبة في منطقة عسير وهي"العريكة". وتبرز من المأكولات التهامية أيضاً"العريكة"التي تتكون من طحين البر الأبيض أو الأسمر، بعد خلطه بكمية من الماء والطحين، ويتم عجنه ثم يترك فترة من الزمن ويوضع على صاج به قليل من الزيت لفترة زمنية، ثم يقلّب حتى ينضج، ويضاف إليه بعض الخبز ويخلط ثم يضاف عليه شيء من العسل أو السمن البلدي، ويقدم بعد ذلك، ويفضل الكثير من أهالي عسير تناوله مع القهوة العربية، إذ يشكل طعماً ومذاقاً مميزاً. أما أكلة الثريد التي تعد من خبز الذرة قبل تخميره الدخن وهو نوع من أنواع الحبوب، يعجن ويمزج باللبن ويوضع عليه السمن البلدي والعسل أو السكر. وتأتي بعد الوجبات الدسمة، الحلويات المنتجة محلياً، التي تتم صناعتها في محايل وتصدر إلى عدد من محافظات ومناطق السعودية مثل المشبك والمضروب والحلقوم.