المملكة العربية السعودية تمر بتغيرات سريعة ومتلاحقة في جميع المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، الأسرية. بفضل الله ومنه وكرمه لدينا قيادة سياسية اقتصادية متمثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، واختيارهم عددًا من القيادات الشابة من أمراء ووزراء ومسؤولين مؤهلين علميا وعمليا، ولديهم قدرات وخبرات ومهارات عالية، وتم اختيارهم بعناية فائقة، ولو أخذنا مثالا من الأمراء، ما يقوم به أمير منطقة عسير من جهود تطويرية وقيادة التنمية في منطقة عسير، وهذا يحدث في كل المناطق ومن الوزراء وزير الصحة السابق توفيق الربيعة الذي أبهر العالم بالنجاحات التي تحققت في التصدي ل(جائحة كورونا)، بالدعم المالي والمعنوي من القيادة الحكيمة، وباقي الأمراء والوزراء على هذا القدر من القيادة الاحترافية في كل المجالات، وفق رؤية سمو سيدي ولي العهد حفظه الله. ولكن هذا التطور والسياسات والتعديلات في الأنظمة واللوائح والقوانين في القطاع الحكومي والخاص، أحدثت نقلات اقتصادية، صناعية، سياحية، كبيرة في كل المجالات، وهذا التغير الاجتماعي المتسارع والنقلات النوعية أدت إلى وجود بعض الظواهر الاجتماعية، تحتاج مواكبة هذا التطوير، من مراكز البحوث التي تضم علماء الاجتماع والنفس، لدراسة قضايانا الاجتماعية ومنها (ارتفاع نسب الطلاق - عزوف الشباب والبنات عن الزواج - البطالة). أعتقد أن هذه الظواهر بحاجة ماسة لدراسة وبحث علمي وإحصائيات من الجهات المختصة مثل وزارة العدل ووزارة الموارد البشرية، للوصول إلى توصيات ومعالجات ترفع إلى القيادة الحكيمة التي تبذل المال والجهد والوقت لإنسان هذا الوطن الغالي. إن استمرار هذه الظواهر الاجتماعية دون دراسة، سوف يحدث مشاكل اجتماعية تؤثر في بناء الأسرة بسبب كثره المشاكل الأسرية وتأثيرالطلاق في الأبناء، وإشغال الجهات المختصة في المحاكم وإمارات المناطق. لأن المعروف في عاداتنا وتقاليدنا أن الرجل هو المسؤول عن البيت والمصروفات، وقد يتشارك مع الزوجة إذا كان بينهم تفاهم. الذي يحدث حاليا أن الوظائف ذات العائد المالي الأعلى للنساء غيرت المعادلة، وأوجدت فجوة بين الزوج والزوجة، ولا أحد ينكر أن النساء يحققن نجاحات في أعمالهن وفي بناء وتنمية المجتمع وهذا أمر إيجابي ويجب استمراره، ولا أحد ضد عمل المرأة، فهي لبنة من لبنات المجتمع، هي الأم والأخت والبنت والزوجة ولها كل التقدير والاحترام. ولكن إذا كانت المرأة سواء متزوجة أو غير متزوجة تحصل على راتب عال، وعليه تمتلك سيارة وسكنا مناسبا، والشاب إما يكون عاطلا أو براتب بسيط وربما يكون يحمل المؤهلات والخبرات نفسها، هذا سوف يؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق، وإلى عزوف الشباب من الجنسين عن الزواج لعدم وجود التوافق المالي والأسري. الذي أراه وأتمناه سرعة القيام بدراسات وبحوث علمية، تدرس هذه الظواهر، لخدمة المواطن والوطن وتطويره بتوازن، بما يخدم الشباب لأن على الشباب تقوم نهضة الأمم والدول، ويتحقق النماء والرخاء لهذا الوطن الغالي السعودية، وكل الأوطان.