إيمان عبدالله العسيري كاتبة وقاصة ومترجمة قصص وروايات للغه الإنجليزية وأكاديمية بجامعة الملك خالد عضو بمجلس إدارة نادي أبها الأدبي، تقول إيمان يشتهر شهر الخير بأطباقه المتنوعة والشهية، حيث تتفنن وتتنافس النساء في تقديم ما لذ وطاب على موائدهن.. إضافة إلى البحث عن الجديد من الأطباق، إما عن طريق شراء كتب الطبخ التي تباع حديثا في المكتبات أو عن طريق النت أو الاستفادة من القريبات والصديقات. أنا أحب وأفضل الطهو منذ نعومة أظفاري وتحديدا منذ كنت في السنة الرابعة من المرحلة الابتدائية عندما بدأنا بحصص التدبير المنزلي. كانت سعادتي لا توصف عندما تطلب مني المعلمة إعداد طبق سبق أن أعدته لأشرحه لزميلاتي، وكنت أحصل دائما على الدرجة النهائية. وكانت والدتي حفظها الله ترفض دخولي المطبخ وحدي خوفا علي وكانت تحدد لي أطباقا معينة ولم تسمح لي بدخول المطبخ دون رقيب إلا في آخر عام من المرحلة الثانوية معللة ذلك أن الوقت قد حان لإعدادي للمستقبل كطباخة ماهرة، ومنذ ذلك الحين وأنا أبدع في إعداد أصناف مختلفة باجتهادي أو أستعين بكتب الطبخ أحيانا أو من صاحباتي وجاراتي. وكانت لي مع المطبخ وفي رمضان قصة لم ولن أنساها أبدا، فأنا أفضل السكين الحادة للتقطيع السريع وكنت ألح على زوجي وباستمرار أن يشتري لي سكينا جديدة قبل دخول شهر رمضان ولكنه تكاسل كثيرا. و ذات يوم من شهر رمضان فاجأني وأنا عائدة من عملي متأخرة بشرائه سكينا كبيرة وحادة، فدخلت المنزل على عجل واتجهت فورا لمطبخي لأن الوقت بات ضيقا وبدأت في تقطيع البصل لعمل حشوة السمبوسة وكنت فرحة لسرعة التقطيع ولكن فجأة، صرخت بأعلى صوتي من شدة الألم فقد قطعت جزءا كبيرا من إصبعي الأوسط ورأيت الأنسجة البيضاء الداخلية لأصبعي فأغمي علي واتجه بي زوجي فورا للمستشفى. مكثت شهرا كاملا أو يزيد أعاني من الآلام المبرحة ومنذ ذلك الحين لا أستخدم ولا أطلب سكينا حادة ولا أستعجل في عمل شيء مهما ضاق الوقت. وجدولي في رمضان يكاد يكون روتينيا لأني أفضل قضاءه في المنزل للعبادة والراحة، ولا أجتهد كثيرا في إعداد أطباق كثيرة حتى لا يضيع جل وقتي في المطبخ وأفضل الأطباق الخفيفة والسريعة والمفيدة. وأحب دعوة الأقارب أو الأصدقاء للإفطار بشكل جماعي لأن الإفطار الجماعي له نكهة خاصة في رمضان، وهناك أيضا الزيارات الخفيفة والنادرة ويمكن الخروج للإفطار في إحدى الحدائق كنوع من التغيير. أما مشاهدتي للتلفزيون وبرامجه الرمضانية فهي قليلة جدا لأني أفضل القراءة ومشاهدتي له تكون من باب التجمع الأسري والمشاركة المعنوية. ومن جهتي وبشكل خاص أفضل في رمضان الأطباق الخفيفة والغنية بالخضار والفواكه والعصائر الطبيعية قدر المستطاع وكذلك التي تكون سهلة الإعداد ولا تأخذ وقتا طويلا في التحضير. ومن أهم الأطباق الخفيفة على المعدة والمغذية البيتزا، لذلك أقدم لكم طبق "البيتزا السريعة" وسمي بذلك لأن ما يوضع على سطح البيتزا يوضع كحشوة داخل العجينة، وطريقة عملها تكون كالتالي: توضع جميع مقادير العجينة في الخلاط وتخلط جميع مقادير الحشوة معا ثم تضاف للخليط السابق وتخلط جيدا، ويصب المزيج في صينية تعتمد على الرغبة لسماكة البيتزا، بعدها تترك لمدة ربع ساعة لتخمر ثم تزج بالفرن مع إشعال النار السفلية والعلوية معا وتترك حتى تنضج. ويمكن إضافة أي نوع آخر من الخضار أو النقانق مبشورة أو مقطعة حلقات أو إضافة فلفل أخضر حار إليها - ولكن ليس في رمضان - ومن الممكن أيضا الاستغناء عن أي نوع من الخضار المذكورة سابقا وعلى حسب الرغبة. أما حشوة العجينة فتكون كالتالي: عود بصل أخضر مفروم، وقليل من البقدونس مفروم، وقليل من الكزبرة الخضراء مفرومة، وحبة واحدة طماطم مقطعة قطعا صغيرة، وحبة واحدة متوسطة فلفل رومي مفرومة، وجزرة كبيرة مبشورة، وعلبة جبن كرافت أو المراعي وسط مبشورة، وقليل من الزيتون الأسود شرائح، وقليل من الزيتون الأخضر شرائح.