«التغافل» مصطلح كثيراً ما نسمعه في حياتنا، لأجل تسيير علاقاتنا الاجتماعية مع غيرنا إلى بر الأمان، يرادفه العديد من الكلمات، كالتجاهل أو " التطنيش" بلهجتنا العامية. حيث إننا نُنصح بين الحين والآخر في مشكلاتنا الاجتماعية، التي نتعرض لها يومياً مع الآخرين، بأي مكان بالاتصاف بهذه الأشياء، والتي يُتعارف عليها لدى الكثير، بأنها صفة إيجابية ومريحة للذات والنفس. ولكن! قد تكون هذه الصفة متعبة للذات في حال الإفراط فيها، حيث إن التغافل المستمر دوماً مع تجاوزات الناس، الذين نقابلهم باستمرار، كزملاء العمل أو أفراد العائلة والأقارب، يؤدي للتمادي ويعتبر أداة له من واقع تجربة شخصية لي، لأن سكوتك الدائم عن الكلام السلبي المكرر منهم تجاهك، مثل النقد الجارح وغير الهادف، والتنمر تحت غطاء المزاح قد يعتبرونه علامة ضعف وعدم قدرة منك على دفاعك عن نفسك، وإيقاف تجاوزاتهم المؤذية لمشاعرك. فتستطيع التغافل مرة ومرتين و100مرة، ولكن مصيرك بالنهاية هو التعب من هذا الأذى، والانفجار بوجههم وإظهار مشاعرك المكبوتة تجاههم. فالتغافل يكون مع التجاوزات غير المتكررة، وأيضاً من ناس لا تربطنا بهم علاقة شخصية متينة، والذين لن نقابلهم باستمرار. فإذا أردت أن تشتري راحتك وصحتك، ضع حاجزا عاليا بينك وبين هؤلاء المتجاوزين لحدودهم، لا يستطيعون تجاوزه مهما طالوا أو قصروا، فصحتك وراحتك النفسية والجسدية، أولى من مجاملة هؤلاء المتمادين غير المبالين والمقدرين للألم ولشعورك المتعب، والضغوط الحياتية التي تصارعها وتواجهها، التي بإذن الله ستكسبها أنت بالنهاية.