لست أدري من أين أبدأ؟ وهل أستطيع أن أكتب ما أحس به وهل توجد كلمات تصبرني عن شوقي لرؤيتك ؟. الكلمات تتضاءل، لا تكاد تكفي لتعبر عما أشعر به، فقد كُسر قلبي عندما رحلت أمي، وضاق صدري. في كل يوم أتذكر أني مشتاق لها، وللجلوس معها، فاستماع لنصائحها، والفوز بدعواتها. لرائحة الحناء في شعرها، ولمسة يديها الحانيتين، ولتقبيل قدميها، لكل التفاصيل البسيطة التي كانت تجمعني بها. عندما تعود الذكريات الجميلة التي كنا نتشارك بها، في أول يوم أذهب فيه إلى المدرسة، وأرى بسمة أمى اختلطت بدموعها، ولكن ظلت ابتسامتها تودعني وتستقبلني بها عند عودتي وكأنها تراني لأول مرة، وتحفزني لكي أصنع نفسي وأرتقي لمستقبل أفضل وحياة سعيدة، وتدعو لي ولإخوتي، أن ييسر الله لنا أمورنا، وأن يجمعنا بالصحبة الطيبة والمحبة، ويحبب فينا خلقه، ويرزقنا من واسع فضله وكرمه. وداعا أمي، لن أنسى تلك الليلة وذلك الشعور حين تلقيتُ خبر وفاتك.. ولم يقدّر لي سماع صوتك لآخر مرة، أو أن أحظى بدعواتك، ولم احتضنك بشدة، ولم يتسنّ لي توديعك وداعًا يليق بك يا أمي، فقد كان وقع رحيلك شديدًا على قلبي. رحمكِ الله يا فقيدتي، إلى اللقاء في جنات النعيم.