داخل بطون الكتب العتيدة والأساطير كنا نقرأ ونسمع أن ما بعد الصين وتحديداً في القرون السابقة يلامس المجهول، هكذا كان يتجلى أمامنا ما يتداول، وربما أن هذا الطرح تنامى لكون الصين تقع في الأطراف الأخيرة أو بالأحرى بُعد المسافة ووعورة الوصول لحدودها المترامية الأطراف وهذا ما يعد حقاً شاقاً، حتى في وقتنا الحالي رغم توافر وسائل التقنية، وبعيداً عن هذا الطرح الخيالي أظن أن وضع المنتخب السعودي سيزداد صعوبة بعد نهاية عراك الصين والدخول في المرحلة التي لا مجال فيها للتعويض، صحيح الأخضر جنى نقاطا مقنعة خلال المرحلة الماضية، غير أن العطاء يحتاج لمضاعفة الجهود إذا ما أراد الصقور تجديد العهد بالوصول للعالمية، والتي أتمنى ألا تكون منتهى الطموح لأن تلك المحطة باتت سالكة لمن يصنع خارطة الطريق للكرة السعودية، بدليل ملامستها 5 مرات منها 4 متتالية، ويتعين تخطي مؤشرات أبعد خاصة وأن من يدير حراك الدوري السعودي نخبة من اللاعبين العالمين، وهذا التواجد يفترض أن يستغل بالنهوض بالطموح والأداء، والأكيد أن ما بعد الصين لن أقول إنه مجهول ولكن خطره محدق يتطلب الحيطة واليقظة لكل مسافة ندلف إليها، والمريح في مثل تلك الظروف أن اللاعب السعودي بات يملك القدرة على تجاوز الأجواء المتباينة التي تصطدم به مهما كانت صلابتها، وهذا يعزز روح الأمل بداخلنا لترجمة الطموحات خاصة بعد أن أصبح لدينا استثمارات رياضية خارجية مع أعتى الأندية الأوروبية، والمتمثل بملكية نادي (نيو كاسل) في المدينة الحالمة التي تقطن داخل مربع الإمبراطورية الإنجليزية، وأمام هذا المشهد يتأكد أننا نسير على جادة النجاح ويبقى تفعيل ذلك في الميدان في عراك لا مكان فيه إلا للأقوياء. وإذا كنا نتغنى بخبرات لاعبي منتخبنا وقدرتهم للوصول للميادين العالمية فإن العناصر السعودية الشابة تحت 23 عاما هي الأخرى تستحق الثناء بعد أن وقفت على قمة غرب آسيا، وهذا الحضور ليس الأول فقد سبق وأن وصلوا إلى قمم أبعد بقيادة المدرب الوطني سعد الشهري، وهذه النخبة الشابة الرافد الحقيقي للمنتخب الأول ووقوده في المشاركات المقبلة. والأمل يتنامى في المشوار الشاق لفريقي الهلال والنصر خلال المعترك الآسيوي للأندية في مواجهات لا تقبل التفريط، ولا شك أن من يعرف حياكة الطريق ستكون له الغلبة.