تكشفت معلومات "مثيرة" عن تجنيد السعوديين في "فتح الإسلام"، تنشرها "الوطن" نقلاً عن القرار الظني الذي أصدره القاضي اللبناني غسان عويدات أخيراً. وتضمنت المعلومات أن لكل جنسية منسقا من بينهم منسق السعوديين المدعى عليه صالح النهدي الملقب ب"أبوريتاج" الذي لقي مصرعه خلال المواجهات. جاء في القرار الظني الذي أصدره المحقق العدلي القاضي اللبناني غسان منيف عويدات أن قائد تنظيم "فتح الإسلام" قسّم أعضاءه إلى مجموعات، وذلك بحسب وضعهم الاجتماعي أو المهمة المنتظرة منهم أو الموكلة اليهم، أو بحسب الجنسية التي ينتمون إليها، كونه ارتكز على التسمية بالألقاب والتي غالبا ما كانت تتكرر أو تتبدل عند الضرورة، فميز بين جماعة "العائدين إلى الدنيا" و"جماعة "المتحيزين" و"جماعة المتزوجين" و"جماعة المخربطين"، و"جماعة عامر". وقام بتوزيع عناصره داخل مخيم نهر البارد على موقع "بيت أبو البراء (أمام المشفى )"، وموقع "بيت الحاج أبو حسين"، وموقع "بيت اللجنة الإعلامية"، وموقع "بيت اللجنة الشرعية" ، وموقع "جنين"، وموقع "صلاح الدين"، وموقع "أبو القاسم" وموقع " كتيبة أبو عبيدة". أما مجموعة "القياديين" فتضم 52 عنصراً، أوقف منهم وجاهيا 13 ، أخلي سبيل 3 منهم، وصدرت مذكرات توقيف غيابية بحق 14 وقتل 22 منهم و3 مجهولي الهوية. وتضم هذه المجموعة العبسي نفسه و8 سعوديين هم: عبدالرحمن الماص (مطلوب غيابيا)، وتركي الغامدي (قتل)، وسعيد عسيري (موقوف)، وحمد الشمري (قتل)، ويوسف الحربي (قتل)، وصالح النهدي (قتل)، وعبدالعزيز الحجاز (مجهول باقي الهوية)، وفهد المطيري (مجهول باقي الهوية). وجاء في القرار بعد التحقيق مع الموقوفين من هذه المجموعة، أن المدعى عليه طه أحمد حاجي سليمان الملقب ب "أبو لؤي" و "سيف العدل" وكان أميراً للجنة الأمنية في البداوي وفي شاتيلا وكان مسجونا بسورية مع العبسي، أفاد بأنه بعد حرب يوليو 2006 اجتمع بعض المدعى عليهم في محلة أبو سمرا بطرابلس مع المدعى عليه نبيل محمد غصوب رحيم الملقب ب "الشيخ نبيل رحيم" الذي قال لهم إن لديه مخزنا كبيراً للأسلحة، وإن باستطاعته إعطاءهم مبلغاً وقدره 100 ألف دولار أسبوعياً في حال بدؤوا بتنفيذ عمليات ميدانية وشراء صواريخ وإعداد العدة. كما تسلم حاجي في طرابلس المدعى عليهم مبارك الكربي الملقب ب "أبو جليبيب السعودي" (أوقف غيابياً) وحسين الصيعري الملقب ب "أبو محجن السعودي" (مجهول باقي الهوية)، وسعوديين آخرين أتوا إلى لبنان عبر سورية للانضمام إلى "فتح الإسلام" ونقلهم إلى مخيم البارد. ومما جاء في القرار، أنه في عام 2005 أسس المدعى عليه نبيل محمد غصوب رحيم الملقب ب "الشيخ نبيل رحيم" جماعة تضمنت أبو بكر حمود وهو موقوف في السعودية، وزهير عيسى ونور غلاييني وحسام الصباغ وعثمان التركماني (مسؤول عسكري)، وعدنان المحمد (مسؤول مجموعة القبة)، وأسعد النجار وطارق المير وأحمد المير ( مسؤول التدريب العسكري) وعبد الرحمن علوش وشادي وربيع الزيلع وأحمد الحسن الملقب ب "الدنون" وبشير مراد وربيع شعلان ونادر الحلاب والمدعو مهدي وأحمد الرطل وحسن الرطل ومصطفى السمان (مجموعة أبي سمرا). نشاطات هذه المجموعة ولقاءاتها كانت تتم عبر وبحضور "الشيخ نبيل رحيم"، وكان لهؤلاء علاقات بعدة أشخاص بعضهم ينتمي إلى "القاعدة" ومنهم المدعى عليهما السعوديان عبد الرحمن اليحيى الملقب ب "طلحة السعودي" (موفد أمين الظواهري) وعبد الله البيشي الملقب ب "أبو عبد الرحمن" (موفد أبو مصعب الزرقاوي). تعرف رحيم على "طلحة" عبر المدعى عليه إيهاب التدمري الذي كان يرتبط مباشرة ب "أبو بكر حمود" وعلى معرفة وعلاقة بأحد عناصر "فتح الإسلام" المدعى عليه عبد الرزاق العلي الملقب ب "أبو يحيى". اجتمع به في منزل كان قد استاجره إيهاب التدمري في بناية الشيخ داعي وراضي الشهال، وتعددت اللقاءات بينهما، وكان اللقاء الثاني بحضور زهير عيسى وعثمان التركماني. دفع لهم "طلحة" ما قيمته 50 ألف دولار بالعملتين الأميركية واليورو، على دفعات من أجل تأمين السلاح وأمور دعوية أخرى، وأتى لهم "طلحة" في أوائل عام 2007 بخبير متفجرات تركي الجنسية يعرف باسم "أبو غريب التركي" قام بتدريب "مجموعة أبي سمرا" على استعمال وتجهيز المتفجرات، وتم ذلك في شقة إيهاب التدمري في الزيتون، كما درب "مجموعة القبة". أتاه عبد الله البيشي وهاني بدر السنكري بالصواعق، أما عثمان التركماني فكان مسؤولاً عن الاستحصال على المواد المتفجرة واستلم حزاماً ناسفاً كان في الكيس الذي حوى الصواعق. لقاء العبسي أفاد "الشيخ رحيم" بأن المدعى عليه عبد الناصر سنجر قابله في مسجد الأمين وطلب منه موعدا ليلتقي به وببسام حمود فرفض هذا الأخير اللقاء وكلفه الاجتماع منفردا به. وبعد اللقاء جمعه عبد الناصر سنجر بشاكر العبسي. وحصل ذلك بحضور إبراهيم عمر محمد عبد الوهاب الملقب ب "أبو مدين" ومحمد أحمد طيورة الملقب ب "أبو الليث" و فادي النجار. وفي اللقاء هذا سأل "الشيخ رحيم" العبسي عما سمعه لجهة نية "فتح الإسلام" ضرب القوات الدولية، فأجابه أن هذا الهدف كان مجرد فكرة وعدل عنها بسبب نصيحة بعض المشايخ في لبنان. وحصل لقاء ثان بحضور عبد الناصر سنجر وأبوالليث وأبو مدين دون علم "أبو هريرة" (خضر قدور لبناني، قتل) وطلب من شاكر العبسي أن يقوم بتدريب بعض شبان مجموعته على القتال فوافق وحصل ذلك. مقابلة الزرقاوي يقول "الشيخ رحيم" إن مبايعة "القاعدة" و"فتح الإسلام" لم تحصل، وإن "أبو مدين" أخبره أنه كان نائبا لأمير "القاعدة في بلاد الشام" وبعد التحاقه ب "فتح الإسلام" قصد أبو مصعب الزرقاوي في العراق لمبايعته باسم "فتح الإسلام" إلا أن "أبو مصعب" قتل قبل مقابلته إياه، فعاد وقابل "المهاجر" (محمد ذكي أحمد أحمد، فلسطيني أردني، قتل)، فطلب منه هذا الأخير التريث وتأجيل الموضوع. وأضاف أن "أبو مدين" طرد فأوفد "الشيخ رحيم" نادر الحلاب إلى سورية فاجتمع ب "أبو صالح" عند الحدود العراقية وهو مسؤول في "القاعدة" فنفى الشائعات وأكد أن لا علاقة ل "فتح الإسلام" ب "القاعدة" وطلب منه إفهام "الشيخ رحيم" العمل منفرداً والاستعانة فقط ب "عصبة الأنصار" (مجموعة تعمل داخل مخيم عين الحلوة جنوب لبنان). وبالتحقيق مع المدعى عليه عثمان أحمد تركماني الملقب ب "أبو بكر"، تبين أنه كان تحت إمرة "الشيخ رحيم" وعلى علاقة بكل من المدعى عليهم حسام عبد الله الصباغ الملقب ب "أبو مظهر" ومحمد بسام إسماعيل حمود الملقب ب "أبو بكر حمود" الموقوف في السعودية. كان تركماني مسؤولاً عن "مجموعة باب الرمل" التي لا تنتمي إلى "فتح الإسلام"، بل إلى جماعة أخرى، وكان على معرفة بالمدعى عليه سالم العتري الذي جمعه بالمدعى عليه فايز عبدان ليتعلم إعداد المتفجرات. تعرف على أبو بكر حمود منذ حوالي خمس سنوات فيما كان يعمل لدى الشيخ كنعان ناجي. أرسله أبو بكر إلى عين الحلوة مع هشام دياب، حيث خضعا لدورة تدريبية لدى عصبة الأنصار دامت أربعة أيام. الخلاف مع بيشي وأفاد بأنه قام عدة مرات بنقل أسلحة وذخائر ومتفجرات وقام بتخزين بعضها في شقة استأجرها لهذه الغاية. وقام بنقل المدعى عليه محمد البيشي من بيروت إلى طرابلس، وتحديدا إلى شقة نبيل رحيم. رافق الشيخ زهير عيسى إلى منزل حسام الصباغ في أبي سمرا حيث كان كل من المدعى عليهم المنتمين إلى "فتح الإسلام" هاني بدر السنكري ونبيل رحيم وعدنان محمد و"طلحة السعودي" وإيهاب التدمري، وحصل خلاف بين زهير عيسى وهاني السنكري وعبدالله البيشي. ويقول نبيل رحيم إن عثمان التركماني استلم حزاما ناسفا من هاني السنكري الملقب ب "أبو الياس" قبل إلقاء القبض عليه وتوارى عن الأنظار قبل شهر من اندلاع معارك البارد وهرب السلاح إلى مصدره، أي إلى "عصبة الأنصار" في عين الحلوة بعد انتهاء معارك نهر البارد. وبالتحقيق مع المدعى عليه محمود عوض فلاح الملقب ب "أبو بكر الشرعي" اعترف بما نسب إليه وتبين أنه كان أمير اللجنة الشرعية، وهو يعرف المدعى عليه عبد القادر سنجقدار وقصده مرتين في المزرعة التي يملكها برفقة المدعى عليه بكري محمد فاضل غنام الملقب ب "أبو ياسين" لتصنيع المتفجرات فيها. يقول إنه حاور سنجقدار لمعرفة ما إذا كان على استعداد للقيام مع فتح الإسلام بعمل عسكري وإن كل من المدعى عليهم أبو ياسين وأبو حمزة التونسي وأبو عزمي السعودي وأبو وقاص السعودي وأبو جليبيب السعودي كانوا يقيمون في مزرعة سنجقدار. وبالتحقيق مع المدعى معاذ الداوود (سعودي أوقف ثم أخلي سبيله) اتضح أن ياسر الشقيري أخذ منه مبلغ 6 آلاف دولار كان قد أتى بها من السعودية وأكد هو هذا الأمر. ويقول إن "أبو عمر" طلب منه العودة إلى البارد قبل انفجار عين علق في 13-2-2007 (تفجير حافلة ركاب في منطقة مسيحية) و"أبو مؤيد" منعه من الخروج من المخيم فانتظر 6 ساعات للقائه وانتظر مدة مماثلة في اليوم التالي. أما المدعى عليه سعيد عسيري (سعودي أوقف ثم أخلي سبيله) الملقب ب "أبو الوليد الشرعي"، فكان عضوا في اللجنة الشرعية، وأصيب بشلل كلي من جراء إصابته في الرأس وأصبح عاجزا عن النطق والحراك، تم استجوابه فأجاب إيماء دون أي إدراك أو فقه، مستجيبا لأي إيحاء مما حال دون أن يوقع أو يبصم على المحضر. أما المدعى عليه ناصر أحمد صالح إسماعيل(114) الملقب ب "الحاج ناصر إسماعيل" فكان من المقربين ومن القياديين. مجموعة التهريب أما المجموعة الثانية فكانت لتهريب الأشخاص والسلاح، وبلغ عدد المنتمين إليها 33 شخصاً، أوقف وجاهياً 15 منهم بينما أخلي سبيل الآخرين أو ظلوا فارين، وكان هدفها تزويد "فتح الإسلام" بالسلاح والعتاد وكذلك تأمين دخول الوافدين عبر المرافىء والمعابر غير الشرعية. ويقول المحقق العدلي: لجأت جماعة "فتح الإسلام" لتضخيم حجم عددها إلى مهربين أتوا بالمجندين عبر الحدود عن طريق التهريب خلسة أو عبر المعابر القانونية المعتمدة وإلى المنسقين الذين كانوا يؤمنون الطريق إلى الوافدين عبر أشخاص يتواجدون في بلادهم الأم لا يعرفهم سوى المنسق والشخص الذي تم الاتصال به والذي نوى الخروج أو الهجرة من بلد المنشأ للجهاد. وغالباً ما كان يتم التجنيد أثناء اللقاءات التي كانت تتم داخل المساجد أو في مدارس تعليم الدين والفقه، وفي معظم الأحيان كانت نفقات السفر تقع على عاتق المجند الذي يطلب منه الإتيان بما ادخر لتمويل إقامته. وعرف من المنسقين كل من المدعى عليهم: صالح النهدي الملقب ب "أبو ريتاج" الذي نسق الطريق للسعوديين، وعادل عبد الصادق محمد الرحماني الملقب ب "أبو بصير التونسي"، ومحمود البشير عبد الله شواط الملقب ب "أبو شيماء التونسي" للتونسيين، وفيصل إسماعيل عقلي الملقب ب "أبو شعيب" وياسين شرايش الملقب ب "أبو الحارث الشرعي" للجزائريين، وأمجاد أحمد سعيد أحمد الملقب ب "أبو الوليد اليمني" لليمنيين والروس، وشهاب خضر القدور الملقب ب "أبو هريرة" للبنانيين، ومحمد أحمد طيورة الملقب ب "أبو الليث" ومحمود إبراهيم منغاني الملقب ب "أبو اليمان" و ب "أبو سنان" و"أبو الولاء" للسوريين والفلسطينيين. وفي المرحلة الأولى جمع الوافدون في مخيمات برج البراجنة وشاتيللا ومار الياس، ومن كان يدخل منهم بالطرق الشرعية كان يستقبل في المطار فينقل إلى مدخل المخيم ومن ثم على متن دراجة نارية إلى بيت آمن أو إلى فندق.