قنوات التواصل الاجتماعي بكافة مسمياتها "الفيسبوك وتويتر والأنستغرام وسناب شات.. وو" أظهرت بشكل جلي ضحالة ثقافة الكثيرين الذي يستعرضون بطولاتهم اللسانية على أنها فتح إبداعي ما بعده فتح، وستغيّر كتاباتهم الخارطة الثقافية في أسلوبيتها وستغيّر رؤاهم حداثة ما بعد حداثة الحداثة! كيفما تحرّكت هذه الطحالب المصابة بداء "الأنا" المعرفية المتورمة، وكلما نطقوا جملة انهالت عليهم "اللايكات" من كل حدب وصوب. هذه الحالة جعلتهم يتورمون أكثر فأكثر حتى ظنوا أنفسهم القيّمين على المشهد الثقافي برمته والذي أجج ورمهم الثقافي شهادات التقدير الممنوحة لهم "الأول في القصة القصيرة جدا، أو في القصة الومضة، أو في سطر أسموه شعر الومضة".. ارحمونا أيها المرضى بداء" الشيزوفرينيا" ارحمونا ولا تفسدوا ما تبقى من ذائقتنا القرائية.. لا تجعلوا "أبوصفار" يحتل وجه الورق.. ارحمونا من التوتر والقلق. وآخر دعوانا.. اللهم عافنا مما ابتليت به هذه الطحالب المتورمة بداء معرفة "ما في النوايا وما تخفي الصدور" يدّعون معرفتهم بكل العلوم، وربما لو تحدثت معهم لقالوا لك نعرف ما كان وما سيكون! مثل هذه الطحالب الثقافية جرّت "السكون" إلى مشهدنا الثقافي، و"الكسر" للدلالة في رحم الكلمات، حتى بات "الورق" يتقيأ ما يدعون أنها كتابات إبداعية ستخلد ويشار إليها بالبنان. لو علم "مارك" أن وسيلته ستودي بكثير من أشباه الكتبة لتصدر المشهد الثقافي في الفضاء الإلكتروني إلى هذه الحالة لما أقدم على تعميمها.