يتناول كتاب "من الذاكرة إلى الأمل" للكاتب الفلسطيني خالد شموط دراسة قصص غسان كنفاني من خلال تحليل الحبكة والشخصيات والمواضيع والفكر السياسي والاجتماعي, من أجل الكشف عن خفايا كثيرة في قصصه القصيرة التي تكشف بدورها الكثير عن شخصية غسان كنفاني ذاته، حتى الذهاب إلى أنه كان مصلحا اجتماعيا. فعلى الرغم من الكم الهائل الذي كتب عن غسان وأعماله الروائية، إلا أن قصصه القصيرة لم تدرس بشكل كافٍ إذ تفتقر المكتبة العربية إلى كتاب مخصص لقصص غسان بالذات، وهذا ما دفع بالمؤلف إلى إصدار هذا الكتاب في محاولة لسد تلك الثغرة، والإضاءة إلى جانب آخر من شخصية غسان من خلال قصصه. الكتاب حلل أعمال غسان القصصية من حيث الموضوع كالحض على الصمود، والانحطاط الخلقي ونبذ التقاليد، وفي فصل "الوعي السياسي" يدرس تسلسل العمل النضالي وتطوره بدءا من التعامل مع العقبات القائمة في طريق العودة, فمرحلة التحضير لمواجهة العدو, وصولا إلى مرحلة الكفاح المسلح و النضوج العسكري. أما فصل "الشخصيات" فيحلل أدوار الذكور والإناث في قصص غسان مظاهرها، والشخصيات المنتجة وغير المنتجة، والشخصيات اليهودية. ويتطرق في فصل "الحبكة" إلى الأساليب المختلفة التي كتب بها غسان قصصه القصيرة، وإلى تيار الوعي والحبكة ذات العقدة والحل، وقصص انكشاف الحالة. يذكر أن غسان كنفاني هو روائي وقاص وصحفي فلسطيني تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في 8 يوليو 1972 عندما كان عمره 36 عاما، بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت.