أوضح المبعوث المشترك إلى سورية المستقيل كوفي عنان أنه "مازال بالإمكان إنقاذ سورية من الكارثة الأسوأ. لكن هذا سيتطلب شجاعة القيادة التي معظمها من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما". وقال عنان في تصريحات لصحيفة "فاينانشيال تايمز" بالأمس"من الواضح أنه يتعين على الرئيس بشار الأسد أن يرحل". وأعرب عن اعتقاده أن "الأزمة" في سورية مازال بالإمكان التغلب عليها إذا كانت جميع الأطراف مستعدة للتوصل إلى "حل وسط حقيقي". وحث عنان روسيا والصين وإيران على" تضافر جهودها على نحو منسق لإقناع القيادة السورية بتغيير أسلوبها وتبني فترة انتقال سياسي". وتابع أنه يتعين علي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا أن تضغط على المعارضة في سورية لتبني "عملية سياسية شاملة تماما". ورأت الولاياتالمتحدة أن استقالة عنان نجمت عن رفض روسيا والصين دعم قرارات تستهدف الرئيس السوري. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في بيان إن عنان "عمل بلا كلل لبناء توافق في الأسرة الدولية ووقف حمام الدم وتشكيل حكومة تحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري". وأضافت "للأسف، مُنع مجلس الأمن من منحه الأدوات الأساسية للدفع بجهوده قدما"، معبرة عن شكرها لعنان لتوليه "المهمة الصعبة" التي تتمثل في تحقيق انتقال سلمي. من جهته، رأى المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني الذي يرافق كلينتون في جولة في أفريقيا أن استقالة عنان مرتبطة برفض نظام الأسد وقف الهجمات القاتلة على شعبه. وقال إن "استقالة عنان تبرز إخفاق روسيا والصين في مجلس الأمن في دعم قرارات جدية ضد الأسد التي كان من الممكن أن تحاسب الأسد على إخفاقه في الالتزام بخطة التسوية". وأضاف أن استخدامهما حق النقض ثلاث مرات "مؤسف للغاية وقد وضع روسيا والصين في الجانب السيئ من التاريخ وفي الجانب السيئ للشعب السوري". وأعربت الصين أمس عن "أسفها" لاستقالة عنان وأكدت أنها ستواصل "العمل من أجل حل سلمي" في النزاع، بينما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستقالة بأنها "خسارة كبرى" يجب ألا تعيق جهود التوصل إلى حل دبلوماسي. وأعربت روسيا عن خشيتها أن تفسح استقالة عنان المجال أمام مزيد من الأعمال العسكرية. وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة ستبقى إلى جانب الشعب السوري و"نبقى ملتزمين بالعمل من أجل انتقالٍ سياسي فعلي وسريع في إطار خطة عنان". وفي الكونجرس، قال السناتور الجمهوري جون ماكين في خطاب في مجلس الشيوخ حول الأزمة السورية إن مهمة عنان كانت "محكومة بالفشل منذ بدايتها"، مؤكدا أنه على واشنطن والأمم المتحدة تحمل مسؤولية ذلك. ورأى أن "المهمة حددت على أساس إرسال مراقبين ليفصلوا بين قوتين متحاربتين وتجاهلت بشكل كامل أسس هذا النزاع".