دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قادة دولتي السودان إلى تسريع إنجاز "تسويات لحل الخلافات" التي توتر العلاقات بينهما منذ استقلال دولة الجنوب. وقالت أمام صحافيين بعد لقائها الرئيس سلفا كير ووزير خارجيته نيال دنغ نيال "من المهم أن يبذل البلدان أقصى الجهود وأن يتوصلا في أقرب فرصة إلى اتفاقات حول كل المسائل العالقة"، وأضافت أن مصيري البلدين المجاورين "مترابطان". وأضافت "مع أن الانفصال قد تم بين الدولتين إلا أن مصيرهما مرتبط بشكل وثيق. ووعود الازدهار ترتكز إلى آفاق السلام". إلى ذلك ذكرت مصادر مسؤولة رافقت الوزيرة الأميركية خلال الزيارة أنها مارست نوعاً من الضغوط على الرئيس الجنوبي سلفا كير للعمل بجدية على تجاوز الخلافات مع الحكومة السودانية. وكانت كلينتون قد أجرت اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي حثته خلاله على الانخراط بجدية في التفاوض. كما أكدت اهتمام بلادها بالأوضاع الإنسانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحثت الخرطوم على السماح بوصول العون الإنساني لمحتاجيه في الولايتين عبر المبادرة الثلاثية. وبدوره أكد كرتي التزام حكومته باستدامة السلام مع جميع جيرانه بما في ذلك دولة الجنوب، مؤكداً أن المشكلة الأساسية هي مشكلة أمنية تتمثَّل في إبقاء جوبا على جزء من جيشها داخل الأراضي السودانية ودعمها للحركات المتمردة الرافضة للسلام، مشيراً إلى أنه في غياب الأمن لا يمكن الوصول إلى اتفاق دائم بين البلدين، داعياً الوزيرة الأميركية لحث المسؤولين الجنوبيين على وقف دعم الحركات الدارفورية المتمردة. إلى ذلك توالت الانتقادات داخل وخارج السودان للعنف الذى تعاملت به الشرطة السودانية مع المتظاهرين السلميين فى مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً منهم 9 من طلاب المدارس وسقوط عدد كبير من الجرحى والمصابين، ولم يستبعد رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان محمد الحسن الأمين، استدعاء وزير الداخلية لمساءلته حول الأحداث.