مثلما يحمل العاشق شجونه وذكرياته التي عاشها والتي لم يعشها إلا في ذاكرة شيخ القرية، أو التي كانت تحكي ملحمة التوحيد الكبرى بعد الخوف والجهل والفقر والتناحر قبل تسعين عاماً وحسب إلى هذا الكيان الشامخ، الذي قيّض الله له الملك عبدالعزيز آل سعود، فكانت مملكة النماء والعطاء مملكة الإنسانية مملكة السيادة والقرار.. وما زال صوت الكهل مطرقاً بخياله وحلمه نحو البعيد البعيد، يسلك دروب أجداده من مدينة لمدينة.. من قرية لقرية.. من هجرة لهجرة.. امتطى ذاكرة الماضين القادمين من التاريخ والموغلين في جغرافية الوجوه السمراء.. خطوط الطول والعرض تكاد ترسم خارطة الوطن ولم تمسسها أقلام. حكاياتهم، بطولاتهم، لا تنفك تذكر ملحمة الوطن الخالد، والتي أخذت من ملامحهم ثمن الحياة والحريّة البيضاء.. ثمن البقاء والإباء.. ثمن كانت قيمته وطناً عظيماً اسمه المملكة العربية السعودية، بامتداد مساحاته البيضاء والخضراء في قلوبنا، وفي كل الأفئدة التي تهوي إليه ودعوة الخليل! هناك يا وطني والزمان يطلق أغنياته ليطبع على وجهك قبلة الحب القديم الجديد، وطن كتب النصر على كل تفاصيله خطوة خطوة، حتى بات هذا الوطن علامة فارقة على خارطة العالم.. فلا تكاد تذكر السعودية إلا ويذكر تاريخ طويل من السياسة الحكيمة والسير نحو العالم الأول.. وتراءى هناك وجه وطني الجميل رمزَ كفاح وذكريات دفينة.. تضحيةٍ وفداء.. أرواحاً ودماء.. قدسية مكان وطهارة إنسان. وطن يولد كل عام في قلوبنا ويزداد جمالاً كلما أعدنا رواية النصر الكبير وتوغلت في ملامحه العظيمة، اقرأ ما أودع التاريخ.. في زوايا بيت من الطين ما زالت حكاية مؤسس محنك عبر من هنا ما زال صوته يقفز لآذاني: الملك لله ثم لعبدالعزيز.. الملك لله ثم لعبدالعزيز.. الملك لله ثم لعبدالعزيز.. إذا فاحت به الذكرى عطراً، وهاجت به ورداً.. ورفعنا رايته خفاقة سارعي للمجد والعلياء.. عاش المليك للعلم والوطن.. عذراً وطني فكل الحروف اللاهثة خلفك تتقزم أمامك.. ولتعذرنا إن قصّرنا في كتابة سطر لم يلق بك لأنك باختصار كل الحياة. ومضة وطن: يقول الأديب مسفر العدواني: سنسمو كما نخلة في جبين الوطن.. كما راية - تحمل المجد - خفاقة للوطن كما قادة يعشقون الوطن.. سنسمو بهذا الوطن سنسمو لهذا الوطن