رصدت «الوطن» قبورا أثرية غريبة الشكل والبناء بالقرب من إحدى قرى بني مالك في عسير بجنوب المملكة. بنيت القبور بالحجارة على هيئة غرف ترتفع نحو متر عن سطح الأرض، باتساع يكفي جثمان الميت فقط، وهي عبارة عن 5 قبور متهدمة جزئيا، ومنتشرة على الشعب المطل على الوادي، وتختلف في بنائها، فبعضها دائري وبعضها مربع، ولم يتبق منها غير قبر واحد محتفظ ببنائه وشكله كاملين. وعند تحريك إحدى الحجارة، التي تظهر كأنها باب القبر الذي أدخل منه الجثمان، وجدت رفات جثمان داخل القبر. كما يوجد بالقرب من القبور حصنان مقابل بعضهما البعض، بقي من أحدهما جداران، أما الآخر فمكتمل البناء من الخارج. ويظهر من شكل القبور ومكانها أنها بنيت كمستوطنة، بهدف أن تبقى بمنأى عن القرى القريبة منها. كما وجدت بالقرب من الموقع أحجار عديدة ذات نقوش غريبة، تختلف عما سبق رصده من نقوش، ولا يمكن الوصول إلى الموقع الذي توجد به هذه القبور الأثرية وما يحيط بها بالسيارة، وإنما فقط مشيا على الأقدام، لوعورة المكان نسبيا. عوامل بيئية بهدف كشف ما وراء هذه القبور من غموض، تواصلت «الوطن» مع شيخ بني مالك، أحمد معدي، الذي ذكر أنه لا يملك أي معلومة عن هذه القبور، ولا يستطيع أحد تحديد حقبتها التاريخية بسبب طريقة بنائها الغريبة. ولتأكيد ذلك، تم إيصالنا بنائب القرية القريبة من موقع القبور الأثرية، حمدي عبدالله، الذي أكد ما سبق وذكره الشيخ أحمد، بل وأضاف أن والده، الذي شارف عمره على المائة عام، لم يسمع أيا من القصص التي تحكي أو تشير ولو إشارة إلى قصة أصحاب هذه القبور، وأنها مجهولة تماما، بل ويذكر أن الأجداد جاءوا ووجدوها كما هي، ولا يعرف أحد عنها شيئا، موضحا أنها موزعة على أطراف الوادي، وتهدم أكثرها بسبب العوامل البيئية. هيئة التراث تواصلت «الوطن» مع مدير مركز البحوث الأثرية في الرياض، الدكتور عبدالله الزهراني، الذي أحالنا إلى مدير التسجيل في المركز، الدكتور نايف الكنور، الذي أفاد بأنه في حالة عثور أي مواطن على مثل هذه الآثار ينبغي عليه التواصل مع هيئة التراث بوزارة الثقافة، وتسجيل بلاغ عن موقع أثري. كما يمكنه دخول موقع الهيئة، والقيام بالخطوات السابقة، وهي ستتولى الأمر بعد ذلك.