أبلغ الرئيس المصري محمد مرسي نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز، أمس في أول رسالة رسمية يبعث بها إليه برغبته في العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط، إلا أن القائم بأعمال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية ياسر علي نفى ذلك. وقال مسؤول إسرائيلي طلب ألا ينشر اسمه إن رسالة مرسي "رسالة عامة روحها إيجابية لكنها لا تشير إلى أي اتجاه جديد" في العلاقات بين البلدين.جاء ذلك، بعد لقاء بين مرسي ووزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي أكد التزام واشنطن بمساعدة ودعم مصر ذات السيادة للاستمرار في الانتقال إلى السلطة المدنية بشكل كامل. وكان سياسيون مصريون انتقدوا التصريحات التي قالت فيها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الحرية الدينية في مصر "ضعيفة جدا"، وإن الحكومة المصرية لا تنشط في تقديم مرتكبي أعمال العنف الطائفي إلى العدالة، على حد قولها. وقال رئيس حزب الدستوري الحر ممدوح قناوي "كلينتون تحاول الضغط على مصر من خلال هذه التصريحات لضمان تحقيق أكبر قدر من المكاسب المتعلقة بالمصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة"، وأضاف "الحريات الدينية في مصر مكفولة للجميع سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، كما أن الكنائس موجودة في كل مكان، وهناك مشهد يكاد يكون ثابتاً في كل مدينة مصرية وهو وجود الكنيسة إلى جوار المسجد، إضافة إلى أن المسيحيين يؤدون شعائرهم الدينية بحرية كبيرة، وهناك تاريخ طويل من النضال الشعبي الذي لم يفرق بين مسلم ومسيحي، وما حدث أثناء ثورة 25 يناير من تكاتف بين المسيحيين والمسلمين خير شاهد على الوحدة الوطنية في مصر". ورفض قناوي قصر الأسباب المؤدية إلى تزايد هجرة الأقباط على أنها مجرد أسباب دينية، وقال "هناك أسباب اجتماعية واقتصادية دفعت كثيراً من الشباب المصري إلى السفر. وما نسمعه يومياً عن إقبال الشباب إلى الهجرة غير الشرعية لأوروبا وغيرها من الدول يؤكد معاناة الشباب من أزمات اقتصادية دفعتهم للمخاطرة بحياتهم بحثاً عن فرصة عمل، وبالتالي فإن المعاناة عامة ولا تفرق بين مسلم ومسيحي". بدوره قال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان في تصريحات ل "الوطن" إن "ما قالته الوزيرة الأميركية عار تماماً عن الصحة ولا يتفق مع طبيعة المجتمع المصري، فالحالة الدينية في هذا البلد جيدة جداً، وحرية العقيدة والعبادة مكفولة للجميع دون أي تمييز على أساس ديني، بدوره اعتبر الناشط القبطي والمنسق الأول لحركة كفاية جورج إسحاق أن "هذا كلام يفتقد للأدلة، فأعداد المسيحيين المهاجرين تماثل أعداد نظرائهم المسلمين، وهناك مسلمون خائفون من صعود التيار الديني في مصر، والكثير منهم يفكر في الهجرة".