تجري المعارضة السورية خلال الأسابيع المقبلة مشاورات لتشكيل حكومة انتقالية، حسبما أعلن أمس، رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا، تحل محل فريق الأسد في الوقت المناسب. وقال سيدا أمس، إن مثل هذه الحكومة ستدير البلاد خلال الفترة بين الإطاحة بالأسد وإجراء انتخابات ديموقراطية. وأضاف أن غالبية أعضاء الحكومة الانتقالية ستكون من المعارضة لكنها قد تضم أيضا بعض أعضاء حكومة الأسد الحالية. وأبلغ سيدا "قناة "سكاي نيوز" العربية التي تتخذ من أبوظبي مقرا "من دون شك هذه الحكومة لا بد أن تشهد النور قبل مرحلة السقوط في سبيل أن تطرح نفسها بوصفها البديل في المرحلة القادمة". وأضاف "اللجان التي شكلناها وضعنا لها جدولا زمنيا.. طبعا المسألة لا بد أن تنجز خلال أسابيع". ومضى يقول "هناك بعض العناصر من النظام القائم ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين ولم يشاركوا في قضايا الفساد الكبرى.. حينئذ أيضا سنتشاور مع مختلف الفصائل.. لا بد أن يكون هناك توافق وطني على مثل هؤلاء طبعا مع مراعاة شق الكفاءة بالدرجة الأولى". ولم يحدد سيدا في زيارة لأبوظبي لمقابلة مسؤولين من الإمارات العربية المتحدة الموعد الدقيق لتشكيل الحكومة الانتقالية وصرح في مؤتمر صحفي في الساعات الأولى أمس بأنه بحث الفكرة مع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات. وقال إن المجلس الوطني السوري شكل لجنتين لبحث الفكرة وتتواصل اللجنة الأولى مع الجيش السوري الحر في حين أن الثانية ستتعامل مع كل جماعات المعارضة الأخرى. وفي إشارة إلى العميد المنشق مناف طلاس قال سيدا، إنه رحب بانشقاق طلاس لكنه قال إن العميد لا يمكن أن يشارك في المراحل الأولى من تنظيم حكومة انتقالية. كما استبعد سيدا احتمال أن يصبح طلاس رئيسا للحكومة الانتقالية قائلا "يجب أن تقود هذه الحكومة شخصية وطنية نزيهة توافقية ملتزمة بأهداف الثورة منذ بدايتها". من جهة أخرى، دعا المجلس أمس إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن من أجل منع حصول مجازر بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص. وحذر المجلس في "نداء عاجل" إلى المجتمع الدولي "من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة"، داعيا مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة "لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية". كما حث "الدول الصديقة للشعب السوري على التحرك الجاد والفاعل من أجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح". ولفت المجلس في بيانه إلى أن "النظام السوري يقوم بتطويق مدينة حلب بالدبابات والمدفعية وآلاف العناصر تمهيدا لاقتحامها وارتكاب مجازر فيها"، موضحا أن القوات النظامية تستخدم "الطيران المروحي والقاذف في ضرب الأحياء السكنية والمناطق المأهولة".