وسط احتدام المعارك في حلب، دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في «الجيش السوري الحر» العقيد عبد الجبار العكيدي أمس، الدولَ الغربية إلى انشاء «منطقة حظر جوي» في سورية، مشدداً على ان مدينة حلب ستكون «مقبرة لدبابات» الجيش النظامي. وقال العكيدي في مقابلة مع «فرانس برس» شمال سورية: «نقول للغرب اصبح لدينا منطقة عازلة ولسنا في حاجة الى منطقة عازلة، بل نحتاج الى منطقة حظر جوي فقط، ونحن قادرون على إسقاط هذا النظام». وتطرق الى الهجوم الذي تشنه القوات النظامية على مدينة حلب لاستعادة السيطرة عليها، فشدد على ان «أي حارة او أي حي ستدخل الدبابات (التابعة لجيش النظام) اليه سيكون مقبرة لهذه الدبابات». ورأى أن الجيش النظامي «لا يستطيع (الوصول الى حلب) إلا عبر الطيران والمدفعية البعيدة وقصف المدينة وتدمير البيوت، أما دخول المدينة (حلب)، فإنه لا يستطيعه». وتابع: «نحن متحصنون في كل أحياء المدينة، ولدينا اسلحة -والحمد لله- مضادة للدروع والطيران المروحي». واشار الى ان خسائر الجيش النظامي في معارك اقتحام حلب بلغت حتى الآن «8 دبابات وعدداً من العربات والمصفحات واكثر من 100 قتيل»، متوقعاً ان «يرتكب (النظام) مجازر كبيرة جداً». وأعرب عن خشيته من «استخدام الاسلحة الكيماوية»، مضيفاً: «لدينا بعض المعطيات عن سحب بعض الاسلحة الكيماوية من المستودعات». ولفت الى ان استراتيجية قواته في حلب تقوم على «ايماننا بالنصر وبعدالة قضيتنا ومعنوياتنا العالية واعتمادنا على ان جيش النظام هو جيش منهزم ومنهار ليس لديه قضية ليدافع عنها»، واعتبر ان النظام «لا يجرؤ على اخراج الجنود من الثكنات العسكرية، لانه بمجرد خروج هذه العناصر فهم يلجأون الى الهروب والانشقاق عن هذا النظام». من ناحيته، دعا «المجلس الوطني السوري» أمس، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن من اجل منع حصول «مجازر» بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص. وحذر المجلس في «نداء عاجل» الى المجتمع الدولي «من مجازر جماعية يخطط لها النظام، على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة»، داعياً مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة «لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية». كما حث «الدول الصديقة للشعب السوري على التحرك الجاد والفاعل من اجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح». ولفت المجلس في بيانه الى ان «النظام السوري يقوم بتطويق مدينة حلب بالدبابات والمدفعية وآلاف العناصر، تمهيداً لاقتحامها وارتكاب مجازر فيها»، موضحاً ان القوات النظامية تستخدم «الطيران المروحي والقاذف في ضرب الأحياء السكنية والمناطق المأهولة». وأكد المجلس انه «يُجري اتصالات حثيثة لتوفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وباقي المدن المحاصرة والمستهدفة»، داعياً «السوريين في المهجر كافة، والأشقاء العرب للمساهمة في توفير التمويل اللازم لحملات الاغاثة والدعم الإنسانية».