اختتمت قبل أيام الدورة السابعة لمهرجان أفلام السعودية، هذا المهرجان الذي جعل صناع الأفلام يبدعون ويتطورون مع المهرجان، حيث إن هذا المهرجان يحمل أفكاراً متطورة لصالح المشتغلين في عالم السينما، رغم أن مدير المهرجان الشاعر أحمد الملا ليس مخرجاً سينمائياً ولا ممثلاً، ولكنه الشاعر الذي استطاع أن يدير ويصنع مهرجان أفلام السعودية من الصفر. المتابع لهذا المهرجان يجد بأن دورته الأولى التي عقدت عام 2008م، كانت أكثر من بسيطة حينما كان معالي الدكتور إياد مدني وزيراً للثقافة، وقام بتكريم المخرج السعودي عبدالله المحيسن في تلك الدورة، وقال بأن المنطقة الشرقية تعتبر انطلاقة لصناعة السينما والأفلام. تلك الدورة التي احتضنتها أسوار جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وكان الملا المدير الإداري للنادي الأدبي، فصنعت شراكة أثمرت بالمهرجان الأول، وفي الدورة الثانية كان الملا مديراً لفرع الجمعية في الدمام، وتم التوسع معها قليلاً على حد «الميزانية المتاحة»، ولكن الشغف ظل يتواصل مع صناع الأفلام ليحضروا المهرجان، بجديد يستطيعون التنافس عليه، والدخول في نقاش مع النقاد الذين يستضيفهم المهرجان. توسع المهرجان وكبرت الأحلام، فأصبح برعاية أساسية من مركز الملك عبدالعزيز العالمي «إثراء»، فأصبح يستقطب صناع الأفلام من دول العالم، ليقدموا ورشاً فنية تفيد العاملين في مجال السينما السعودية. ما بين دورته الرابعة والسابعة، نجد بأن العاملين في حقل السينما أصبحوا يتطورون، ويسعون لتحقيق منجزات أكثر، وهذا ما تمت ملاحظته في الأفلام الفائزة والمشاركة، فقد تطور المخرج محمد الهليل وعبدالعزيز الشلاحي مع المهرجان، وكانا يحصدان الجوائز، الدورة تلو الدورة الأخرى، وكذلك بقية الصناع الذين يحصلون على الورش ويحافظون على وجودهم، ضمن الورش التي يقدمها المهرجان كل عام، فنجد بأن صناعة المحتوى تطورت مع مختبر السيناريو، الذي يتم تقديمه ضمن المهرجان. تطور الأفلام السعودية القصيرة منها والطويلة، جاء مع تطور مهرجان أفلام السعودية، الذي لم يكن تظاهرة فنية عابرة، إذ إن هذا المهرجان جاء لدفع عجلة صناعة الأفلام السعودية، في الوقت الذي لم يكن هناك إمكانية لتلك الصناعة، التي نجدها اليوم تطورت وتشارك في المهرجانات العالمية، مثل مهرجان كان العالمي. لذا نتمنى من القائمين على المهرجانات في السعودية، أن يضعوا في اعتباراتهم تقديم ورش مصاحبة، تساهم في تطوير المشاركين فيه، ولا يكون مجرد حفلة تنتهي بنهاية العرض.