في ظل الظروف الراهنة المفعمة بزخم من التغيرات المتسارعة، نقف على واقع بعض المنظمات التي تتطلب قيادة تحرص على بناء تصورات ذهنية واعية، فمن خلالها يتمكن القادة من فهم آلية دعم الموظفين والتصرف الحكيم والواعي إزاء كل موقف، وحتمًا مع التغيير السريع، والذي قد يؤدي إلى بعض من الفوضى ، حينها نواجه نوعين من الموظفين أحدهما قد تتأخر لديه المعرفة والمهارة مما يتعذر معه مواكبة ما يستجد داخل المنظمة، بينما الآخر من الموظفين في حالة من الوعي القادر على مشاركة التغيير والسير قدمًا جنب إلى جنب بل موازيًا لهذا التغيير. وهنا تكمن أهمية القيادة الواعية وقدرتها على التعامل والانفتاح على المعلومات الجديدة، وإظهار الاهتمام البارز بالمشكلات والسعي لحلها بوعي وإدراك تام. كل ذلك يتم بعيدًا عن فرض السلطة على الموظفين الذين يعانون من فوضى التغيير كإسداء الأوامر، وإخبارهم بما يجب أن يقوموا به من أعمال. فالقائد الواعي المُحب للتغيير يتميز بصفات القيادة المدركة، حيث يكون ملهمًا محفزًا داعمًا مبادرًا مع خلق مساحة عالية من حرية الإبداع للموظفين، والحث على استمرارية العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق أفضل النتائج دون استنقاص أو استقصاء بعض أعضاء الفريق أثناء العمل، بل من الواجب عليه بث الحماس والكلمات الإيجابية التي تثير الدافعية نحو الإنجاز. وقد يقع بعض القادة في مشاكل معينة، على سبيل المثال مشكلة حب الذات، والذي يدفعهم للفشل القيادي، بالتالي لابد أن يتجرد القائد الواعي من كل الصفات الذاتية السلبية التي تتمحور حوله وحول بيئة عمله، ساعيا للإنجاز، واضعا نصب عينيه تحقيق الأهداف من خلال فريق عمل واع مدرك لعملية التغيير.