رمضان.. يعني لهم الفرج.. سجناء يقبعون خلف القضبان، ينتظرون قدومه بفارغ الصبر، على اعتبار أن الحرية وطي صفحة من الماضي في حياتهم أبرز ما يميزه، في حين أن فرحة الإفراج ومغادرة العنابر لا تقتصر على السجناء فقط ، بل تمتد إلى أسرهم التي طالما انتظرت تلك اللحظة بفارغ الصبر. ع. م "سجين مفرج عنه بأبها " يقول: دخلت السجن قبل قرابة ستة أشهر على إثر مضاربة جماعية، مما تسبب في إلحاق أضرار بالغير، وبعد انتهاء الحق الخاص، كنت أنتظر بفارغ الصبر ، قدوم شهر رمضان المبارك إذ تم العفو عني من بقية الحق العام خلال اليوم الثاني من الشهر الجاري، وذلك في إطار مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مما أدخل البهجة على قلبي، وتمكنت من صيام رمضان مع أسرتي، في حين أن السجن كان بمثابة إصلاح ودرس لعدم العودة إلى أخطاء سابقة. ويشير صلاح . ب إلى أنه دخل السجن منذ قرابة عام على خلفية قضية مالية، ولم يتمكن من سداد المبلغ المطالب به، إلا أن أحد فاعلي الخير، وتحديدا مع حلول الشهر الفضيل سدد المبلغ، وتمكنت من الخروج من السجن، ولذلك ارتبط قدوم شهر رمضان المبارك بالخير والإصلاح وتفريج الكرب والهموم، لافتا إلى أن خروجه في مطلع الشهر الفضيل سيمكنه من السفر لقضاء بقيته مع أهله في مصر. وأضاف صلاح أنه من خلال معايشته لأوضاع عدد من السجناء، على مدى الأشهر السابقة فإن الكثير منهم يعول على شهر رمضان المبارك، الشيء الكثير، لاسيما من الموقوفين في حقوق عامة ، على اعتبار أنه شهر الفرج، وأضاف أن الأمر لا يقتصر على الحق العام فهناك بعض الحقوق الخاصة يتم التنازل عنها بحلول الشهر الفضيل، وهناك من يسدد عن سجناء طمعا في الأجر والمثوبة. واعتبر الشاب "ص. أ" أن مكرمة خادم الحرمين الشريفين السنوية، والمتمثلة في إطلاق سجناء الحق العام، لها أبلغ الأثر في نفوسهم، على اعتبار أنه عايش تلك الفرحة، بعد أن قضى قرابة عامين خلف القضبان، ثم تأتي المكرمة بالإفراج عنه، تزامنا مع حلول الشهر الفضيل، الذي يعد بارقة الأمل للعديد من السجناء وأسرهم، مضيفا: "إن الإكرام والعفو يجب أن يقابل بامتثال من المفرج عنه، وعدم العودة إلى الأخطاء السابقة، ولتكون الفرحة فرحتين الأولى الإفراج والثانية قدوم شهر فضيل ارتبط مجيئه بالفرج". ويشير رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم" في منطقة عسير المهنس سعد المبطي إلى أن اللجنة تكثف برامجها خلال الشهر الفضيل، وتسهم في تسديد بعض مبالغ السجناء عن طريق مواردها أو عن طريق فاعلي الخير، وصولا إلى الإفراج عن بعض السجناء من ذوي الظروف الصعبة، لافتا إلى أنه تم مؤخرا دعم 680 أسرة من أسر السجناء ماديا وعينيا وبمبالغ تزيد عن 745 ألف ريال، وبما يعينهم على متطلبات الحياة الأساسية من غذاء وكساء، فيما جرى إلقاء عدد من المحاضرات الدينية والتثقيفية في سجون المنطقة، لرفع درجة الوعي لدى السجناء وتهيئتهم ليكونوا أعضاء صالحين في المجتمع عقب انتهاء محكوميتهم، إضافة إلى تنظيم دورات للسجناء في مجال الحاسب الآلي بالتعاقد مع إحدى المراكز المتخصصة، بهدف تنمية مهاراتهم والمساهمة في إيجاد فرص عمل لهم، فضلا عن التباحث مع عدد من الجهات الحكومية لنقل أبناء السجناء العاملين في مناطق بعيدة لرعاية أسرهم في ظل تعرض العائل للسجن ، كما قام القسم النسائي بتنفيذ مشروعات خلال شهر رمضان تضمنت برنامج إفطار صائم بسجن النساء ومؤسسة رعاية الفتيات، وتنفيذ برامج توجيهية لهن، إضافة إلى تأمين متطلبات النزيلات من ملابس وأدوات شخصية، وإقناع الولي بالسماح لأبناء وبنات السجينة بزيارتها، وتنظيم زيارات دورية لطبيبات متخصصات بزيارة السجينات وتقديم الخدمات العلاجية لهن، في حين أن هناك تنسيقا مع القطاع الخاص لتأمين بعض الوظائف لأبناء السجناء. من جهته أكد مدير العلاقات العامة بسجون منطقة عسير جمعان أبوهبشة، أن لجنة تضم كوادر من إمارة المنطقة والسجون والشرطة وجهات أخرى، تدرس سنويا وتحديدا قبل حلول شهر رمضان المبارك، ملفات السجناء، وتعمل على إطلاق سراح من تنطبق عليه الشروط المحددة، وذلك في إطار المكرمة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين للإفراج عن سجناء الحق العام.