مع بداية موسم عيد الأضحى من كل عام يبدأ موسم صناعة وبيع وحد (سن) السكاكين، التي يقال إنها عرفت منذ ما يقرب من 500 ألف عام حين صنعت من مواد بدائية بحسب إمكانات وقدرات الإنسان، الذي استفاد من الأحجار والعظام لصنع آلة حادة تمكنه من الدفاع عن نفسه وصيد قوت يومه، وكانت تلك السكاكين ذات الشفرات المزدوجة هي الأكثر شيوعا، وأصبحت مصدر فخر للمحاربين آنذاك. البحث عن الأفضل ومع ظهور المعادن تمت الاستعانة بمادة البرونز لكونها أكثر نعومة ودقة من الأحجار إلا أن ذلك لم يدم طويلا كون معدن البرونز لا يدوم طويلا فهو عرضة للصدأ والتآكل، إلا أنها كانت أفضل بكثير من المواد المصنعة في السابق، وبهذا سعى الإنسان لمحاولة البحث عن مادة أفضل من مادة البرونز فظهرت السكاكين المصنعة من الحديد، ثم السكاكين المصنعة من الصلب التي انتشرت انتشارا واسعا في جميع أنحاء العالم كونها أكثر صلابة وأسهل في المحافظة على حدتها لفترة أطول. حواف مزدوجة وحتى أوائل القرن الخامس عشر كان الأثرياء يحملون السكاكين الشخصية معهم لأغراض الصيد والطعام، فكان الضيف آنذاك يستخدم سكينه الخاص للأكل عند مضيفه فلا يلزم المضيف جلب أدوات للأكل. وبداية ظهور السكين بشكلها الحديث يعود لقرار ملك فرنسا لويس الرابع عشر بمنع استخدام السكين ذات الحواف المزدوجة للحد من العنف، مما أدى إلى ظهور السكين ذي الحافة الواحدة وبعد فترة وجيزة أصبح جزاء من أدوات الطعام الأساسية. فصل العظام وفي أوائل القرن العشرين تم استخدام الفولاذ المقاوم للصدأ كمادة أساسية في صناعة السكين، وفي وقتنا الحاضر تمت صناعة السكاكين من الحديد الإستانلس ستيل والحديد الكربون ستيل بمقبض خشبي أو بلاستيكي في الغالب. ومع هذا التطور التاريخي الكبير في صناعة السكين وتحور استخداماتها ظهر في الوقت الحالي عدة أنواع للسكاكين بناء على استخداماتها فهناك سكين الخبز، وسكين الجزار، وسكين المطبخ، وسكين المحار، وسكين المائدة، والساطور لفصل وتقطيع العظام. جودة عالية وفي سياق الحديث عن أنواع السكاكين واستخداماتها ينشط في الوقت الحالي سوق بيع السكاكين وأدواتها، نظرا لدخول شهر ذي الحجة وقرب عيد الأضحى، الذي يستعد فيه الناس لتجهيز أدوات ذبح الأضاحي ابتداء من السكاكين على اختلاف أنواعها، فيحرصون على اقتناء ذات الحواف الحادة والمصنوعة من مواد جيدة مقاومة للصدأ، إضافة إلى ذلك يلجأ البعض للبحث عن الوسائل اللازمة لإعادة تجديد حواف السكاكين القديمة. ومن المتعارف عليه أن السكين تفقد حدتها بعد فترة من الزمن حتى ولو كانت مصنعة من معدن ذي جودة عالية، فيضطر مقتنوها إلى استخدام المسنات في محاولة لإعادة حدتها والمحافظة عليها، ولكن يذكر الباعة والمهتمون بهذا المجال أن المسنات التقليدية ذات الحجر تؤثر سلبا على السكين ولا تعيد لها حدتها وإنما «تعيد تصنيعها» من خلال إزالة أو محو بداية السكين وصنع حافة جديدة، لذا فإن المحافظة على السكين الجديد يجب أن تراعي عدم سنها بصورة غير دقيقة.