تتنافس المواقع والصحف على نشر كل كلمة أو مقال، ليكون لها قصب السبق في هذا الخبر أو ذاك، وهذا أمر مشروع لكل المؤسسات الصحفية، مقروءة كانت أو مرئية أو مسموعة. ولكن أن نرى في الآونة الأخيرة الكثير من الأخبار التي تنشر أو يتم تداولها، هي كلمات أو مقالات مخزية، أو تتعارض مع ديننا وقيمنا. بمبدأ خالف تعرف!!، هو بداية الوهن الفكري والمعرفي. وللأسف رأينا من ينتمون لبلاد التوحيد ومهبط الوحي ومنطلق الرسالة الإسلامية للعالم، والذين يعتبرون أنفسهم من الكُتّاب أو المفكرين، يجهرون بأقوال ومقالات منافية لتعاليم الدين الحنيف، بل وتختلق بالدين ما ليس فيه. ووصل الأمر ببعضهم إلى أن يطعن أو يشكك في نصوص وثوابت أجمع عليها علماء المسلمين الثقات والمعتبرين. فما الداعي وراء كل هذا، وما الدوافع؟!، ولماذا الترويج والنشر الفوري لكل كلمة من هؤلاء، وتنتشر بشكل كبير ومستغرب؟!. علمًا بأن بلادنا فيها من المفكرين والكُتّاب من وصلوا للعالم بالفكر المتزن والقلم الأسمى. ولم نر هذا الزخم خلف مقالاتهم أو تصريحاتهم. مبدأ خالف تعرف هو ديدن الفكر الضحل للذين لا يملكون محتوى حقيقيًا قد ينتفع به. والطعن أو التشكيك في ثوابت الأمة، أو استفزاز مشاعر الشعوب في دينها، أو قيمها، أو عاداتهم الحميدة، والموروث الذي يعتزون به!. ما يقوله هؤلاء هو فعل مقيت وتسويق رخيص، لقلم لا يحمل في طياته إلا خسارة دنيا ودين. إن ما يقولونه ليس برأي أو مقترح أو فكر قد نحترمه كوجهة نظر سواء اختلفنا أو اتفقنا، بل هو اعتراض على دين وعقيدة. رسالتي لكل القراء والمفكرين والمثقفين العرب، إن ما يصلكم أو ترون تداوله لا يمثل فكر الكاتب السعودي الحقيقي، وإنما هؤلاء حالات فردية شاذة عن سياق الحق، فالشعب السعودي عزيز بدينه فخور بهويته. هذا المقال لكل هؤلاء الذين ظنوا أن سكوت العقلاء هو إذعان أو انهزام أمام كل ترهاتهم، وأنسب ما يقال لهم، مقولة ويليام شكسبير: «سكت المؤدب من أدبه، فظن قليل الأدب أنه هو من أسكته». ختامًا، لكل من أمسك قلمًا وخط به، لا يكن قلمك وفكرك نقمة عليك. «ما من كاتب إلا سيفنى ويُبقي الدهر ما كتبت يداهُ فلا تكتب بخطك غير شيءٍ يسرُك يوم القيامة أن تراهُ».