ارتباط التكنولوجيا بالحياة اليومية، ارتباط وثيق جدا. فمعظم تفاصيل الحياة والعلاقات الإنسانية أصبحت إلكترونية كذلك. وكأن التكنولوجيا لم تكتف بدنيا المال والخدمات أيا كان نوعها، لكنها تسربت إلى كل شيء في الحياة، فأصبح الحب قوامه إيموجي «قلب»، وأدلة إثباته، رسائل نسخ لصق، وبضغطة إلغاء تمحى تفاصيله وهوامشه من على حائط الذاكرة، وبمنتهى التجبر أيضاً يتخلص أحد طرفيه من كلماته ووعوده الإلكترونية. نعم بقدر صعوبة الحصول على الشيء، تكون درجة الحفاظ عليه. التكنولوجيا سهلت الكثير، لكن الأكيد أنها أفقدتنا متعة البحث وشغف الانتظار. وبعد انتظار ساعي البريد القادم برسالة غرامية واحدة، الآن تنهال مئات الرسائل الوردية على الخاص، لكنها بلا طعم ولا لون ولا رائحة.