اعتمدت المملكة العربية السعودية على التقنيات الحديثة لدفع عجلة التنمية والتطوير في جميع أنحاء البلاد، اعتباراً من تسعينات القرن الماضي، عندما أصبح الإنترنت متاحاً لعدد محدود من الطلاب في المنازل والمدارس. ويُعتبر قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات اليوم واحداً من المقومات الأساسية التي تعتمد عليها المملكة لبناء مستقبل مستدام ومزدهر. كما تركز الحكومة على تحسين القدرات التقنية، لا سيما تنمية المواهب، بما يساهم في تحقيق الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وعندما تم توفير الإنترنت لأول مرة في المملكة، كان هناك العديد من القيود مثل تكاليف الاشتراك الكبيرة وجودة الاتصال المنخفضة. وعلى الرغم من ذلك، ساهم الاتصال الذي وفره الإنترنت في تنمية المجتمعات السعودية وزيادة الوعي بأهمية تلك التقنية الحديثة ودورها في دفع عجلة التقدم في البلاد. واستثمرت الحكومة السعودية في تدريب الطلاب على التقنيات الحديثة ووفرت العديد من الحلول المتطورة إلى القطاع الخاص. كما تمكنا من تطوير الإنترنت بشكل كبير، حيث وفرنا الإنترنت فائق السرعة لجميع مواطني المملكة وبأسعار معقولة. وساهم انتشار التقنيات الحديثة في ازدياد عدد المتخصصين في تقنية المعلومات والاتصالات التي تتطور بشكل متواصل. ومن خلال التعاون بين المؤسسات التعليمية والحكومية والشركات الخاصة، تم توفير أفضل المناهج والدورات التعليمية على المستوى العالمي للطلاب في المملكة. وساهمت هواوي في تنمية المواهب التقنية من خلال التعاون مع الجامعة على توفير التعليم والتدريب على التقنيات الحديثة إلى الطلاب بفضل خبرتها العلمية الكبيرة والمناهج المصممة خصيصاً والمخابر الحديثة التي توفر التدريب العملي. يعيش الطلاب اليوم في عالم يزداد اتصالاً، حيث أصبحوا معتادين على الوسائط المتعددة والأجهزة المحمولة وألعاب الفيديو والحوسبة السحابية والإنترنت فائق السرعة، والتي تؤدي دوراً كبيراً في حياتهم اليومية. وبفضل التعاون مع الشركات التقنية الرائدة، نعمل على دمج هذه العناصر في المواد التعليمية ونوفر للطلاب المراجع اللازمة والدروس التي تحظى باهتمامهم، حيث يفضّل الطلاب المناهج العملية والدورات التدريبية وورش العمل التي تعتمد على مقاطع الفيديو والمدونات والمحتوى على الإنترنت والألعاب والمخططات البيانية والرسوم المتحركة والملفات التي يتم توفيرها من خلال منصات الحوسبة السحابية وغيرها. ولا تحظى المواد التعليمية التي تعتمد على الإبهار باهتمام الطلاب، بل يفضّلون الدورات المنظمة والتي تتناول أهم المواضيع التقنية مثل التوجيه والتبديل والذكاء الاصطناعي لأنها تسهم في تحسين مهاراتهم التقنية الأساسية وبالتالي تعزيز فرصهم في سوق العمل. ويعتبر بناء القدرات التقنية الأساسية واحداً من العوامل المهمة التي تسهم في تحديث المناهج الدراسية. ومن خلال التعاون مع المؤسسات التقنية الخاصة، يمكن للجامعات في المملكة أن تحقق ذلك. وتعاونت جامعة الملك عبد العزيز - على سبيل المثال - مع هواوي التي تعتبر واحدة من الشركات التقنية الرائدة على المستوى العالمي على توفير «البرامج التدريبية المخصصة للمدربين» لأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، مما ساهم في توفير العديد من الدورات إلى الأساتذة وأتاح لهم إجراء الاختبارات لنيل الشهادات المهنية. ويسهم هذا النهج في إعداد المزيد من المدربين الذين يتمتعون بالكفاءة في المملكة العربية السعودية، وبالتالي يمكنهم تعليم المزيد من الطلاب بالاعتماد على الخبرة العملية والتقنيات التي يوفرها القطاع الخاص. وسيسهم توفير التعليم والتدريب على التقنيات الحديثة للطلاب في دفع عجلة التحول الرقمي في المملكة، مما يسهم بدوره في إعداد الجيل الجديد من قادة التكنولوجيا للمساهمة في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. نحن نعيش في عالم يعتمد على التقنيات الحديثة بشكل متزايد، حيث تؤدي التكنولوجيا دوراً أساسياً في العديد من جوانب الحياة. وسيساهم الخبراء الذين يتمتعون بالكفاءة في تطوير البلاد بفضل الحلول المتصلة التي يتم نشرها في المزيد من القطاعات. ومن خلال التعاون مع المؤسسات التقنية الخاصة، لن تتمكن جامعة الملك عبد العزيز من تنمية المهارات التقنية للطلاب وتعزيز الابتكار الرقمي فحسب، بل ستوفر لهم الخبرة التي تتمتع بها الشركات التقنية المبتكرة والرائدة على المستوى العالمي، كذلك للمساهمة في إنجاز التحول الرقمي وبناء مستقبل مزدهر من خلال ابتكار إستراتيجيات جديدة. * الأستاذ المساعد في الأمن السيبراني الذكي نائب رئيس التعلّم الإلكتروني في جامعة الملك عبد العزيز