من العودة المفاجئة لكريم بنزيمة إلى الخروج المدوي من ثمن نهائي كأس أوروبا «يورو 2020»، على يد سويسرا، عاش الفرنسيون أبطال العالم شهرا مضطربا، بين سوء تفاهم داخلي واستعدادات صعبة وإصابات وعروض مخيبة للآمال. الكرات لا تصل الابتسامات التي رافقت عودة بنزيمة بعد غياب 5 سنوات و7 أشهر عن منتخب «الديوك» في اليوم الأول للفريق في مقر التدريبات في كليرفونتين في ال6 من مايو، سرعان ما اختفت عن الوجوه، منذ المباراة الاستعدادية الثانية ضد بلغاريا (3/ صفر)، إذ اشتكى المهاجم أوليفييه جيرو علنا أن «الكرات لا تصل»، مستهدفا كيليان مبابي من دون أن يسميه، الذي يعتبره لاعبا أنانيا للغاية، وسارع لاعب باريس سان جيرمان إلى الرد في مؤتمر صحفي معتبرا «كنت أفضل أن يأتي (ويقول ذلك في وجهي) ويكون أكثر ضراوة». وانقسم الفريق في الواقع إلى قسمين في التدريبات، بين الركائز الذين يجب إراحتهم والبدلاء المسؤولين عن المحافظة على الإيقاع. وبالكاد لعب جيرو بعد ذلك. أقدام ثقيلة لم يخف أنطوان غريزمان أن هناك إرهاقا بدنيا، حيث قال «في المباراة الأولى، كات أقدامنا ثقيلة قليلا بسبب الاستعدادات»، وفي الثانية ضد المجر في بودابست «درجة الحرارة كانت خيالية» و«الجسد تأثر بذلك». إلا أن مهاجم برشلونة الإسباني لم يكن قلقا حينها، مقتنعا بأن الصعود التدريجي في كأس العالم 2018 سيتكرر. ولكن بعد 10 أيام، من الواضح أن «لي بلو» (الزرق) لم يتمكنوا من الارتقاء إلى ما توقعوه من أنفسهم، وما زالوا تحت تأثير الموجة الحارة في أوروبا الشرقية. الإصابات لم تؤثر الإصابات على التشكيلة المستدعاة من قبل المدرب ديدييه ديشان قبل البطولة، باستثناء فرلان مندي وأنتوني مارسيال، إلا أنه سرعان ما لازمت الفريق منذ المباراة الأولى، وعانى الديوك من توالي الضربات وغاب أكثر من 7 لاعبين بسبب الإصابة. إخفاقات النجوم بعد إنجاز كأس العالم 2018 في روسيا، لم يقدم المنتخب الفرنسي الأداء المتوقع، رغم تواجد نجوم في جميع المراكز. أظهر رافايل فاران الذي قدم مستويات رائعة في روسيا، بعض العيوب، ولم يكرر نغولو كانتي ما قدمه في المراحل الأخيرة من دوري أبطال أوروبا التي فاز بها مع تشيلسي الإنجليزي، وصحيح أن الحارس هوغو لوريس تصدى لضربة جزاء ضد سويسرا في الوقت الأصلي، لكنه لم يقم بتلك التصديات النادرة خلال البطولة، وفي طليعة كل ذلك، لم يجد الثلاثي الهجومي المفترض أن يرعب القارة العجوز بريقه. معاناة تكتيكية وفي دلالة على معاناة تكتيكية، قام ديشان بتعديل خططه في عدة مناسبات، حتى أنه اختار الزج ببعض اللاعبين في غير مراكزهم الاعتيادية، مثل جول كونديه وكورنتان توليسو على الجهة اليمنى. وهذا كلّفه فشل فرنسا في تحقيق الثنائية (كأس العالم واليورو تواليا) للمرة الثانية في تاريخها بعد مونديال 1998 وكأس أوروبا 2000. -الخلافات داهمت معسكر فرنسا -إرهاق اللاعبين أثر على الأداء -الإصابات أثرت على نجوم الفريق -تراجع مستويات اللاعبين عصف بالحلم -ديشان عانى من الحلول التكتيكية