في خطوة لمواجهة تزايد أعطال أجهزة الصراف الآلي وخروج بعضها عن الخدمة خصوصاً في أوقات الذروة، تبذل مؤسسة النقد مساعي حثيثة مع المصارف المحلية لتوسيع الطاقة الاستيعابية لعمليات الصرف الآلي، من خلال تحديث أنظمة الصرف وتزويدها بتدابير تقنية جديدة، يعتقد القائمون عليها بأن تشكل فرقاً كبيراً خلال الفترة القريبة المقبلة. وكشف أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ، ل"الوطن"، أن البنوك ماضية للتغلب على الأعطال التي ألحقت الضرر بعملاء البنوك خلال فترات الذروة كان آخرها قبل ومع بداية شهر رمضان المبارك، مبينا أن ذلك سيتم خلال الأشهر القريبة المقبلة، بتحديث النظام وجعله أكثر استيعابا لعمليات العملاء الذين يتزايدون بين الوقت والآخر. وأكد حافظ أن الأمر لن يطول في التعامل مع هذه الأعطال التي تشهدها أجهزة الصرف الآلي وعموم الشبكة، مبيناً أن عمليات التحديث والتطوير ستكون بشكل تقني بحت، وهو ما من شأنه أن يخلق فارقا كبيرا. وقال حافظ إن هذه الإشكالات التي تصادف العملاء، تأتي في أيام معينة خصوصا في أوقات الرواتب والإجازات والمواسم، مبيناً أن هذه العوامل تؤثر على الشبكة السعودية للمدفوعات الآلية "سبان"، إلا أنه استدرك بقوله: "هذا ليس لالتماس الأعذار بل هو الواقع الذي نسعى لتغييره إلى أفضل حال، وهذه الأعطال ليست على جميع الأجهزة بل على البعض منها والتي لا تستوعب الضغط الذي يحدث عليها". وعن دور البنوك في أعمال الصيانة الدورية أوضح حافظ أن البنوك تكثف عمليات الصيانة والمتابعة لأداء أجهزة الصرف الآلي التابعة لها بشكل دوري للتأكد من أنها تعمل بشكل مستمر وسليم. وذكر حافظ أن ما حدث في المملكة من نمو سكاني مستمر وكبير يعتبر من المسببات الأساسية للضغط الحاصل على أجهزة الصرف الآلي، مبينا أن هذا أيضا ليس عذرا بل يجب أن يكون هناك توافق مع هذا النمو وأن يكون هناك توسع في الطاقة الاستيعابية لهذه الشبكة، مضيفاً أنه ومن هذا المنطلق فهناك جهود حثيثة من مؤسسة النقد السعودي للتنسيق مع البنوك لتوسيع الطاقة الاستيعابية. وأوضح حافظ أن البنوك ماضية قدما في تطوير وسائل التقنية البنكية وأدواتها، مشيراً إلى أن ذلك يتم على مدار الساعة بدون مبالغة على حد قوله، مضيفا أنه وكلما ثبت أن هناك احتياجا لأجهزة الصرف الآلي تقوم البنوك بحل هذا الاحتياج، مؤكدا أن العبرة ليست بعدد الأجهزة بل بقدرتها وقدرة الشبكة على التعامل واستيعاب أعداد العملاء. يذكر أن عدد أجهزة الصرف الآلي في المملكة حتى نهاية شهر مايو الماضي بلغت 12.032 ألفا تشمل بنوكا محلية وأخرى خارجية، بالإضافة إلى أن عدد بطاقات الصرف الآلي في عام 2011 بلغت 14.3 مليون بطاقة، وحتى نهاية شهر مايو خلال هذا العام بلغت 15.2 بطاقة. وبحسب تقرير مؤسسة النقد العربي السعودي فإن عدد العمليات التي أجريت على أجهزة الصرف خلال 2011 بلغت حوالي 1.3 مليار عملية، وكما ذكر التقرير فإن عدد العمليات حتى آخر شهر مايو الماضي من السنة الحالية بلغت حوالي 553 مليون عملية. يذكر أن مجموع السحوبات النقدية خلال عام 2011 بلغت 578,269 مليون ريال، فيما بلغت حتى نهاية مايو 253973 مليون ريال. وبالتوازي مع ذلك، مازالت المصارف التجارية في المملكة تواصل نجاحها في الحفاظ على متانة مراكزها المالية والتصدي لتداعيات الأزمة المالية العالمية، التي ألقت بظلالها على معظم القطاعات المصرفية في البلدان الصناعية.