أعاد المخرج والممثل المسرحي عبدالله ناجي ضعف مسرح الطفل في عسير إلى نقص المهتمين به، مؤكدا أن الأطفال بحاجة إلى الخوض معهم، ومعرفة طريقة تفكيرهم. وأكد ناجي، وهو المشرف على مسرح الطفل في عسير، أن الدعم الإعلامي يغيب عن هذا الفن المهم، نظرا لقصور في الرؤية لدى بعض الذين يعتبرون أن ما يقام للطفل ليس مهما. وحول فتح المجال أمام الأطفال للمشاركة في المسرحيات، أكد ناجي أن الفرصة متاحة للأطفال لإبراز مواهبهم، قائلا "نخصص ما يقارب 30% من وقت المسرح لفتح المجال للطفل وإبراز مواهبه في المسرح مع طاقم عملنا الذي يتكون من الشباب والفتيات، حتى يصبح جاهزا ومؤهلا للمشاركة في بعض المسرحيات والفقرات المقدمة على المسرح"، مشيرا إلى أن من يملكون المواهب المسرحية المتميزة المتمثلة في الكوميديا أو الصوت الإنشادي أو التمثيل أو الشعر أو الحركات البهلوانية، يعدون قلة. وأوضح ناجي أن مواكبة مسرح الطفل في عسير لنظيره في بقية مناطق المملكة تتطلب أن يقدم مسرح الطفل طوال العام حتى لو كان بإمكانياته المتواضعة، ويجب التركيز على المحتوى، مؤكدا أن المشكلة في عسير تكمن في موسمية المسرح، وعدم الإقبال على مشاهدته لأن الناس غير متعودين عليه. وقال "إن أعمالنا في مسرح الطفل موسمية لعدم توفر مسارح خاصة للعرض بطريقة احترافية، وإن وجدت تلك المسارح فإن سعر إيجارها يكون عاليا ومبالغا فيه"، موضحا أنهم بصدد التنسيق مع أمانة منطقة عسير بغرض تنظيم بعض العروض بشكل أسبوعي أو شهري، في مكان محدد ومعروف للجميع. وعاد ناجي ليؤكد أن كثرة زوار عسير في الصيف تتيح فرصا أكبر لعرض الأعمال المسرحية أمام عدد كبير من الأطفال المحبين للمسرح الخاص بهم. وأشار إلى تأسيس فريق مسرحي خاص بمسرح الطفل في عسير أطلق عليه "فن بيبي"، يعمل تحت إدارة ومظلة مؤسسة فن الفنون للإنتاج الصوتي والمرئي التي تهتم في مجال مسرح وسينما الطفل، وقال "أصبح عملنا أيضا استضافة الفرق الترفيهية المتميزة وتنظيم عملها وما تقدمه للمتلقي وهو الطفل بالدرجة الأولى، فقد أصبح فريق فن بيبي يقدم كل البرامج التي تسعد الطفل من مسابقات وفتح المشاركة للطفل على المسرح وتقديم المسرحيات الاستعراضية والمسرحيات التربوية والكوميدية بطريقتها الاحترافية وكل ما نتمناه هو وصول الرسالة الهادفة للطفل". وعن اختيار الأطفال المشاركين في المسرح قال: إن من لديه حب المشاركة في المسرح من الأطفال يتم اختباره ومشاهدة عرضه قبل صعوده أمام جمهور مسرح الطفل، ويتم عمل مسابقة بين عدد من 4 إلى 6 مشاركين يعرضون مواهبهم يوميا ومن يتم التصويت له من الحضور هو من يرشح بالمشاركة معنا في بعض برامجنا ومسرحياتنا فنحن نستقطب المواهب. وبين ناجي أن مسرح الطفل يعتمد بشكل رئيسي على مشاركة الطفل في تقديم عروض المسرحيات مما يجعلنا نهتم بشكل رئيسي في علاقتنا مع الطفل ووالديه، أيضا فإن اختيار المادة التي ستعرض للطفل من الأشياء التي قد تكون غير سهلة. كذلك محاولة شد انتباه الطفل للعرض المقدم. وعن سر طغيان النظرة المادية على ما يقدم للطفل، قال: إن كل شيء جميل يقدم في مسرح الطفل يستحق أن يكون له قيمة مادية كبيرة، فعندما نقدم مشهدا لمسرحية للطفل فإن مصاريفه وإعداده يكلفان الكثير من الوقت والمال، وأعتقد بأنه لا مانع من أن يكون هناك شباك تذاكر غير مبالغ فيه لدخول الطفل واستمتاعه بمسرح يثري ثقافته بشكل صحيح وبطريقة غير تقليدية. وعن دعم وزارة الثقافة والإعلام لمسرح الطفل بعسير أشار إلى أن هناك دعما من وزارة الثقافة والإعلام وكذلك جمعية الثقافة والفنون ولكنه ضعيف، متمنيا من الجمعية أن تكون نقطة الوصل بينهم وبين من لديه اهتمام حقيقي بمسرح الطفل سواء كان في الإخراج أو التمثيل أو تأليف النصوص أو الشعر والتلحين. لكنه لم يخف تذمره من تجاهل المسؤولين لثقافة الطفل، راجيا توفير مسرح دائم، يقدم فيه ما يمتع ويفيد الطفل بشكل غير تقليدي، فالطفل بحاجة إلى مسرح ينمي ملكة الخيال لديه.