الكل تابع ما حدث من محاولة آثمة لاستهداف أطهر بقعة وُضعت للناس، والتي - ولله الحمد - تصدى لها أبطالنا رجالات الدفاع بفضل الله. وكلنا يعلم أن هذه المحاولات ليست الأولى التي يشنها هؤلاء المرتزقة الذين باعوا دينهم وأوطانهم، إرضاء للمجوس. ومن المعلوم أن هؤلاء المرتزقة لطالما أساءوا الجوار لبلد كان ولا يزال بوابتهم لطلب الرزق. إنه البلد الذي لطالما فتح لهم أبوابه للعالم، والذي دعمهم في جميع الأحوال، ومتى ما أَلَمَت بهم الآلام واشتدت بهم المعاناة وتجرعوا شظف العيش، لن يجدوا غير ذلك الجار خير داعم وخير مساند، والتاريخ شاهد على ذلك. ومن سوء ما صنعوه أنهم لم يكتفوا بأذى من جاورهم، بل بدأوا بوطنهم الآمن، حيث ضحوا بمقدراته واستولوا على ممتلكاته من أجل الفرس، ولعلهم أرادوا إعادة مُلك الفرس في ديارهم من جديد، كما حدث قبل آلاف السنين، على الرغم من تشدقهم بعبارات الأصالة والعروبة. لعلهم لم يتصفحوا التاريخ جيدا ويتعرفوا على أولئك القوم الذين أرادوا هدم الكعبة، وأقصد بذلك جيش أبرهة الحبشي، وماذا عن «طير الأبابيل» التي ترمي بحجارة من سجيل. ألم يقرأوا قصة «القرامطة»، وما فعلوه ب«الحجاج»، وسرقة «الحجر الأسود»، وأين هم «القرامطة» الآن؟!. ولكن ومن دون شك سيأتي اليوم الذي يعرفون فيه فداحة وشناعة ما قاموا وما عملوا، وسيعودون إلى وعيهم وإرادتهم فيما بعد، لأنهم الآن لا يعملون إلا كدُمى بأيادٍ خارجية، ولعلهم من خلال تلك الأفعال فقدوا الأمل في تحقيق ما يتمنوه، وهذا هو فعل من أفلس.. من خسر فعليا في أرض المعركة، وفقد الثقة في نفسه ومقدراته، فَهُم الآن في أنفاسهم الأخيرة، ويحاولون العثور على قشة أمل من هنا وهناك، فحاولوا، من خلال إعلامهم الكاذب، رفع الروح المعنوية المنهزمة عن طريق نشر مقاطع مركبة عن انتصارات وهمية، بالإضافة إلى إظهار شعاراتهم الكاذبة في الميادين والشوارع من أجل كسب العامة. وكم مرة خانوا وطعنوا من تحزب وتعاون معهم، وهذا نذير شؤم لهم، فها هي الهزائم والنكسات تتوالى عليهم في الوقت الذي يحقق فيه أبطالنا الانتصارت ولله الحمد.