في أمطار غزيرة شهدتها مناطق جنوبالطائف قبل يومين، كاد مواطن وعائلته أن يدفعوا حياتهم ثمنا لإهمال البلدية، حينما جرفت سيارتهم السيول مساء أول من أمس من أمام عبارة متهالكة في قرية "الحمة" 140 كلم جنوبالطائف، والتي انتظر السكان أكثر من أربعة شهور لإصلاحها من قبل البلدية، لكن ذلك لم يتم ليخاطر المواطن بحياة أسرته، ويسلك تحويلة ترابية تخترق مجرى السيل قبل أن تدهمه السيول وتجرف سيارته، وتسحبها عشرات الأمتار، وسط مساعدة المارة في إنقاذ عائلته من الغرق. وقال المواطن هلال الحارثي، إنه كاد أن يفقد حياته وحياة أسرته بسبب إغلاق البلدية العبارة المخصصة لتجاوز مجرى السيول في الوادي المؤدي لمنزله في قرية الحمة بني الحارث، حيث سلك تحويلة وعرة صممتها البلدية لتكون الطريق الوحيد لتجاوز الوادي، وحين وصوله لمنتصفها دهمته السيول، وتعطلت سيارته وسط سيل جارف، واستطاع في اللحظات الأخيرة إخراج عائلته، ومن بينهم طفلته التي لا يتجاوز عمرها بضعة أشهر، وبعدها بثوان جرف السيل سيارته وهوى بها في قاع الوادي، وسبب لها تلفيات كبيرة، لافتا أنه اتصل بفرق الدفاع المدني الذين وعدوه بالحضور لمساعدته، لكنهم لم يحضروا للمكان، مما اضطره للاستعانة بعدد من أبناء القرية، الذين سحبوا السيارة من قاع الوادي بواسطة سيارات الدفع الرباعي"الجيوب" بعد عناء عدة ساعات. وأشار المواطن عبدالله الحارثي إلى الإهمال الكبير من بلدية "ميسان" المسؤولة عن صيانة العبارة المعطوبة منذ عدة شهور، وبقيت على حالها دون إصلاح لتجبر السكان على سلك مجاري السيول، التي تحولت إلى مصائد لسياراتهم، مما يستدعي الجهات المعنية للتدخل والتحقيق في الإهمال الواضح الذي يعرض حياة السكان للخطر. "الوطن" اتصلت بمدير "بلدية ميسان" عتيق القثامي، وسألته عن العبارة المعطوبة التي كادت أن تتسبب في غرق المواطن وأسرته فقال، إن العبارة أغلقت في أعقاب الأمطار التي هطلت على القرية في وقت سابق، وذلك لضمان سلامة مرتادي الطريق، بعد أن جرفت السيول جزءا من الكتل الرملية "الدفنيات" المحيطة بها، وتم تسليمها للمقاول ليقوم بصيانتها ضمن مشاريع عديدة للطرق والعبارات، التي يجري تنفيذها في المنطقة، لافتا أنه سيتم البدء في إصلاح الأضرار التي لحقت بالعبارة خلال الأيام القليلة المقبلة، ويتم افتتاحها من جديد لخدمة عابري الطريق.