أحدث الكشف عن الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري ضجة عالمية، مما دفع بالمعارضة إلى الإسراع لإعداد خطة لحماية السلاح، كما أبلغ "الوطن" رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش الحر العميد الركن مصطفى الشيخ، موضحا أنه تم ضبط عدة صواريخ مجهزة بمواد كيميائية في قاعدة جبل قاسيون، إضافة إلى نحو 72 صاروخا برؤوس كيميائية، بعضها مجهز للإطلاق من خلال منصات متنقلة في جنوب سورية. وطرأت تطورات ميدانية على سير المعارك بين النظام والثوار، خصوصاً في مدينة حلب حيث تدور معارك ضارية في أحياء المدينة بين المعارضة والقوات النظامية التي تستخدم المروحيات في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة. وبعد الانشقاقات داخل المؤسسة العسكرية، التي أدت إلى انضمام عشرات الآلاف من الضباط والجنود إلى الجيش الحر، وكان آخرهم العميد مناف طلاس، انتقلت عدوى الانشقاق إلى الجسد الدبلوماسي، حيث أعلن السفير السوري في دولة الإمارات العربية المتحدة عبد اللطيف الدباغ انشقاقه، ملتحقا بزوجته لمياء الحريري السفيرة في قبرص. كشف رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش الحر العميد الركن مصطفى الشيخ، أنه قد تم تحديد مواقع المخزون السوري من الأسلحة الكيميائية، وتم إعداد خطة لفرض حماية عليها. وأوضح في حديث ل"الوطن" أمس أنه تم ضبط عدة صواريخ مجهزة بمواد كيميائية في قاعدة جبل قاسيون إضافة إلى نحو 72 صاروخا برؤوس كيميائية بعضها مجهز للإطلاق من خلال منصات متنقلة في جنوب سورية. وأوضح الشيخ أن حكومة بشار الأسد تحتفظ بمستودع مركزي للأسلحة الكيميائية، في قلب دمشق فيما يمكن أن يشكل خطرا على حياة المدنيين في حال تعرضه لأي هجوم أو حادث. وحول إمكانية لجوء نظام الأسد لهذه الأسلحة بيّن الشيخ، أن هذا النظام "لا أخلاق تردعه فهو لجأ للقتل وتدمير المدن وابتزاز الأسر وتهديد معارضي النظام باغتصاب عائلاتهم والانتقام منهم بكل الأشكال المتاحة". وتابع "ضمن هذه المعادلة فأنت تتعامل مع نظام مجنون أصبح بعد دعمه بالفيتو الروسي الصيني أكثر جرأة على استخدام كل ما يمكن أن ينقذه، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية". وحول عرض الجامعة العربية تنحي بشار الأسد مقابل توفير خروج آمن له ولعائلته، أكد الشيخ أنه "لا مجال لتوفير خروج آمن لعائلة الأسد لأن من يقف في وجه الثورة حتى لو كان لأهداف تتعلق بحق الدماء، فقد جاء متأخرا لأن الدماء سفكت والمجازر حصلت والآن جاء دور الشعب ليقول كلمته وليحقق عدالته ويحسم المعركة بطريقته". وقال "لن تكون لروسيا التي سنطردها قريبا بهزيمة عسكرية من سورية كلمة في خيارات الشعب، فإذا كانت معتادة على توجيه الأوامر للأسد فإنها لن توجه أوامرها لنا، وانتهى زمنهم في هذه المنطقة، وقد وجهنا بمهاجمة القاعدة التي يحتلونها في طرطوس، كاشفا أن معارك تتم حاليا في دمشق بين الفرقة الرابعة للحرس الجمهوري وبين اللواء المدرع الثالث بالحرس الجمهوري، الذي انشق ودخل ضمن عمليات تحرير العاصمة. من جهة أخرى أصدر المركز البحثي الأميركي "ستراتفور" ورقة حول مرحلة ما بعد الأسد، قال فيها: إن المرحلة الأخيرة في المواجهات قد بدأت بالفعل. وقال المركز "إن ذلك لا يعني أن الموقف قد وصل إلى خط النهاية، ولكنه يعني أن الشروط الموضوعية لسقوط النظام قد توفرت". وقال المركز إن قائمة الخاسرين من سقوط النظام السوري لا تقتصر على إسرائيل بل تشمل روسيا والصين "اللتين ستواجهان انتكاسة في سياستهما الخارجية لها تبعات نفسية في أنحاء العالم".