في الوقت الذي يتسابق فيه المواطنون والمقيمون في المملكة على صناديق التبرعات، ضمن الحملة التي أمر خادم الحرمين الشريفين بإطلاقها؛ لإغاثة الشعب السوري، أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الملك سعود الدكتور علي دبكل العنزي، أن حملة خادم الحرمين الشريفين لدعم الأشقاء السوريين تأتي وفقا للمنهج الذي اتخذته المملكة منذ عهد الملك المؤسس، وهي ليست مستغربة منه، حيث تشهد العديد من المواقف أن له أياد بيضاء لنصرة الشعوب العربية والإسلامية، والشعوب التي تتعرض للأزمات والنكبات. وأشار العنزي، إلى أن المملكة دائما ما تبادر بقيادة الملك عبدالله بالمساعدات، وهي سباقة دائما في التبرع لفلسطين، والبوسنة، والسودان، ليس على مستوى المنطقة بل على المستوى الدولي أيضا. وحول اتهامات الإعلام السوري، أن المملكة تتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، أشار العنزي، إلى أن سياسة السعودية دائما ما تبتعد عن التدخلات الداخلية للدول، وهذا نهج معروف من ناحية السياسة المرسومة للمملكة، مضيفا "أنا أعتقد أن السعودية لم تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ولكنها تساعد إذا طلب منها، خاصة الأشقاء العرب في حل بعض المشاكل". من جانبه أوضح الإعلامي السوري الدكتور أسامة المشعل، أن النظام السوري يعيش حاليا في حالة فوضى وضعف شديدين، ويشعر أنه معزول، وأن الكل ضده، ما عدا الدول الثلاث المعروفة: إيران وروسيا، والصين، وهو ما دفعه للبحث عن شماعة يعلق عليها أخطاءه، وبما أن السعودية واقفة بجانب الثورة السورية بقوة ضد النظام من أول المرحلة ، فوجد النظام أن أفضل شماعة لتعليق أخطائه عليها هي السعودية. وقال الدكتور المشعل، إنه عاصر النظام من عام 1963 ومنذ ذلك التاريخ وهو يعلق مشاكله باستمرار على السعودية، سواء كانت المشكلة صغيرة أم كبيرة، وسواء لها علاقة بالإسلاميين أو ليس لها علاقة بالإسلاميين، وفي الغالب إذا كانت المشكلة لها علاقة بالإسلاميين يتهم السعودية فيها. وأوضح الدكتور المشعل سبب تضخيم الإعلام الإيراني للقضايا والأحداث في الخليج بينما الخبر السوري غائب عنها، أن إيران من وقت قيام الثورة بها، وهي تعد إستراتيجية وضعتها وتسعى من خلالها لإقامة إمبراطورية فارسية وإعادة الدولة الصفوية. وأشار إلى أن أكبر مشكلة لإيران، أنه إذا سقطت سورية سقط مشروعها، الذي من أهم عناصره وجود حزب الله على ضفاف إسرائيل، لأنه سيصنع لهم سمعة في العالم الإسلامي، ويوحي بأنهم يحاربون إسرائيل، وفي الحقيقة هذا غير صحيح، هم يسعون لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية "الدولة الصفوية "، فهم يعتبرون أن السعودية بالمقام الأول هي التي تسعى لإسقاط النظام بسورية، فلذلك أي حدث صغير يحدث في السعودية يسعون لتضخيمه.