يصف «كاسكي ستينيت» الدبلوماسي الناجح بأنه «شخص يمكنه أن يقول لك عبارة «اذهب للجحيم» بأسلوب يجعلك تتطلع تلقائيا إلى تلك الرحلة»، وهذه حكمة مجازية لها دلالات تفسر لنا دور هذه المهنة الرفيعة، إذ أن الرجل الدبلوماسي يعرف متى وأين يتحدث، لما لكلماته من إشعال أو إخماد النزاعات عندما يفتقد للدبلوماسية. عندما نعت شربل وهبة سكان الخليج العربي ب«البدو»، كان يظن بذلك أنه استنقص منهم أو ازدراهم، بينما هو في الواقع وصفهم بأحب الأوصاف لقلوبهم وأكثرها اعتزازا وفخرا في تاريخهم، فما كانت البداوة عيبا أو نقصانا قط، إنما هي وصفة لمكارم الأخلاق وسموها. ولكنه لم يكتف بذلك، مع الأسف، بل وصفنا ب«الداعمين للإرهاب»، وكأنه نسي أو تناسى أن بلده مخطوف من الإرهابيين، أتباع «حزب الله» وإيران. وفي الجانب الآخر لو أخذنا مثالا لدبلوماسي ناجح، استطاع أن يحظى بشعبية كبيرة في الوسط السعودي، على الرغم من أنه غير عربي، ودولته غير مختطفة من الأحزاب والميليشيات، ولا تمتلأ طرقاتها بالنفايات والمتفجرات، بل هي دولة ومثال يحتذى به في الحضارة والتطور والصناعة والاقتصاد، وأعني هنا دولة الصين، فنجد سفيرها في المملكة العربية السعودية «تشين ويكينغ»، السفير الناجح الذي يتفاعل مع الشعب السعودي بكل ود ومحبة، ويبادله الشعب السعودي كذلك التقدير والاحترام، بل إنه يُبرز أهم نقاط الإيجابية والتطور للمملكة في حسابه ب«تويتر»، وهذا ما لم يتجرأ فعله ذلك الوزير الذي يحمل جواز دولة لم تجد من المملكة إلا كل دعم ومحبة وتقدير لأراضيها وشعبها، ليتضح لنا الفرق الجلي بين الدبلوماسي الحقيقي والدبلوماسي الفارغ.