في 11 يوليو 1882، عندما دخل البريطانيون مصر لاستعمارها، وقاموا بمذبحة عظيمة في الإسكندرية، كان ممن غادر مصر في ذلك الوقت القنصل الأمريكي في القاهرة، سيمون وولف، الذي غضب من غدر الإنجليز بالشعب المصري. وقال، موجها حديثه للمستعمر البريطاني: «فاض الكيل.. من يزرع في الهواء لا بد أن يحصد العواصف». منذ ست سنوات، وقبل انطلاق الرؤية، حاولنا أن نتعرف على جراحنا المخفية التي تم تجاهلها فترات طويلة، وتجرعنا ألم الصبر ونحن نستكشفها، لنخلق حياة جديدة لشعب صبور، كان ينتظرنا منذ زمن، مستخدمين ذلك الماضي كنقطة انطلاق نحو عالم مليء بالتحديات. لم نعد نطيق تلك الأوصاف التي أُجبرنا سابقا على تحملها «عدم الكفاءة - الإحساس بالدونية - الدولة العاطلة». خلال سني الرؤية استطعنا أن نواجه عددا كبيرا من المخاطر الرئيسة لمجتمعنا، التي قامت بها بعض الدول، وللأسف الشديد، كانت تهدف إلى كبح جماح قدراتنا وإضعاف إمكاناتنا، واستبعادنا من ثقلنا ومركزنا الإقليمي، وأن يتم اعتبارنا دولة بلا هوية، ومجتمعا بلا قيمة، وأننا نعيش بلا جدوى في هذا العالم. تعاملنا برقي مع لغة النقد المبالغ فيها والخالية من المنطق، وواجهنا كل تلك المخاوف، وأوقفنا غايات وأهداف كان يُراد منها قيادتنا إلى الانتحار كدولة شابة فتية، استطاعت أن تعيد تعريف نفسها للعالم. كل تلك الأعمال الدنيئة كانت بسبب حساسيتهم، وخوفهم من شعورنا كشعب ودولة بالرضا عن ذواتنا، وما قدمناه للمجتمع. واليوم، ونحن نحتفل بمرور خمس سنوات على الرؤية، نرى تساقط الكثير من الكروت السياسية لتلك الدول. من خلال مراكزنا الدبلوماسية في العالم، أوصلنا رسالتنا بوضوح «لا تهمنا غاياتكم واجتماعاتكم وقراراتكم التي تسعى إلى تقييدنا وعرقلة تقدمنا، فلدينا الكثير من المساحات السياسية التي لم نضع أقدامنا عليها حتى الآن»، وتذكروا دائما هذه المقولة «فاض الكيل.. من يزرع في الهواء لا بد أن يحصد العواصف».