"ما أن رأينا أعمدة الكهرباء التي طالما حلمنا بها تزحف إلى قريتنا عموداً تلو الآخر حتى وصلت بالقرب من أفنية منازلنا والفرحة تغمرنا بوصولها ولم يتبق إلا شد كيابل الكهرباء وملامسة عدادات الكهرباء لمنازلنا لتكتمل فرحتنا بإطلاق التيار الكهربائي، إلا أن الفرحة لم تكتمل إذ وأدتها بلدية بارق في مهدها بإيقاف مشروع الكهرباء لقريتنا المولعة والمحتاجة لهذه الخدمة الحيوية"،.. بهذه الكلمات وصف أهالي قرية الصلبة التابعة لمركز ثلوث المنظر بتهامة عسير عدم اكتمال فرحتهم بتوقف مشروع إيصال التيار الكهربائي لقريتهم والذي أوقفته بلدية بارق. وكانت "الوطن" قد عايشت أهالي القرية إحدى لياليهم المظلمة بحرارة أجوائها ولدغات البعوض والتعرض لمخاطر الزواحف والحشرات السامة، وتنقلت بين المنازل المظلمة التي تحتضن أطفالا ورضعا ومرضى وشيوخا طاعنين في السن حيث لا يخلو منزل من فانوس أو "أتريك" والتي تعتبر وسائلهم الوحيدة لمصادر الضوء لعدم وصول الكهرباء التي لا يبعد مصدرها عنهم سوى أقل من 2 كم. وفي هذا السياق، يقول المواطن مسود معدي من أهالي القرية والمتابع للمشروع نيابة عن الأهالي، بأي حق تحرمنا بلدية بارق نعمة الكهرباء التي أنعم الله بها على عباده وسخرتها الدولة للمواطنين في هذا الجزء من الوطن، وأضاف لدينا مشروع معتمد من الدولة، وأرست شركة الكهرباء المشروع على إحدى المؤسسات الوطنية لتنفيذه، وبعد أن أكملت المؤسسة زرع الأعمدة من مصدر التيار إلى كل منزل في القرية ولم يتبق سوى تمديد الكيابل وتركيب العدادات أوقفت بلدية بارق المشروع دون سابق إنذار، مرجعة سبب ذلك إلى أن المشروع ليس لديه رخصة، وأن المنازل محدثة على أرضٍ حكومية، مؤكداً أن المباني قديمه ويملكها أصحابها ووقفت عليها لجنة قبل أكثر من 5 سنوات مكونة من محافظي المجاردة ومحايل وعدد من المسؤولين ورفعت تقريرها لأمير عسير، مبيناً بأن الأهالي تقدموا بشكوى لأمير المنطقة بشأن إيقاف بلدية بارق للمشروع. وطالب مسود بسرعة إيصال الكهرباء للمنازل نظراً لحاجتهم الماسة والعاجلة للكهرباء وخاصة أن شهر رمضان على الأبواب ويجدون صعوبة في الصوم لحرارة الأجواء ولوجود مرضى وعجزة وأطفال يحتاجون للكهرباء. فيما بين المواطن غازي محمد الذي يعاني من إعاقة وفشل كلوي، معاناته من عدم وجود كهرباء بالقرية خصوصاً مع حرارة الأجواء والتي تزيد من معاناته الصحية، وقال بعد أن فرحنا برؤية أعمدة الكهرباء التي وصلت إلى القرية انتابنا الحزن حينما منعت بلدية بارق اكتمال المشروع وأصبحنا ننظر إلى أعمدة الكهرباء صباح مساء والحزن يعتصرنا. بدوره، تمنى المواطن صغير موسى "مسن" والذي كان يجلس هو وأحفادة على باب غرفته والفانوس بيده، أن يرى نور الكهرباء في أرجاء غرفته قبل أن يأتيه الأجل. من جابنه، أوضح مشرف المؤسسة المنفذه للمشروع والذي رمز لاسمه بابي علي، أن المشروع بدأت المؤسسة في تنفيذه بأمر من شركة الكهرباء، وبعد زرع الأعمدة أوقفت بلدية بارق المشروع، مرجعة السبب بأن المشروع غير مرخص وبعد عدة مراجعات أصرت البلدية على إيقاف المشروع الذي أكمل 9 أشهر وهو متوقف، وقال إذا استمر الوضع على ما هو علية فستسحب المؤسسة الأعمدة تفادياً للخسائر، وفي حال سمحت البلدية بإكمال المشروع فسوف ينتهي في فترة قصيرة جداً لكونه لم يتبق سوى شد الكيابل وتركيب العدادات ومن ثم إطلاق التيار الكهربائي. من جهته، أكد رئيس مركز ثلوث المنظر سعد بن عون ل"الوطن" أمس، ورود شكوى للمركز عن طريق محافظة المجاردة تقدم بها أهالي الصلبة لأمير منطقة عسير، يرغبون فيها استكمال مشروع إيصال التيار الكهربائي الذي تم إيقافه من قبل بلدية بارق وطلبنا الإفادة من البلدية عن سبب الإيقاف، حيث أفادت أن مباني ومنازل المواطنين في القرية محدثة على أرضٍ حكومية، وأبلغنا المحافظة بذلك. فيما، بين رئيس قسم العلاقات العامة ببلدية بارق فيصل بن حسن البارقي ل"الوطن" أمس، أن سبب منع إيصال التيار الكهربائي للمنازل في قرية الصلبة يعود إلى أن المواقع حديثة على أراضٍ حكومية وتعترض خطوط التنظيم، مشيراً إلى أنها تمت إفادة مركز ثلوث المنظر بذلك. إلى ذلك، حاولت "الوطن" التواصل مع شركة الكهرباء بالمنطقة الجنوبية لمعرفة موقفهم من ذلك إلا انه لم يتم الرد على الاتصالات المتكررة.