يقول عبدالله القصيمي - رحمه الله-: «إنني أكتب لأنني أبكي وأتعذب لا لأني أكره وأعادي، أنقد الإنسان لأنني أريده أفضل....». لأن رمضان هو موسم المسلسلات والبرامج، فهو الشهر الذي يكثر فيه انتقاد هذا المنتج التليفزيوني على عكس بقية أشهر السنة، وبالرغم من موجة الانتقاد الواسعة التي شملت جميع ما يعرض ولا تزال، إلا أن أحدًا لم يتطرق لنقد خطاب الكراهية المقدم في جميع حوارات الرجل والمرأة، والذي يبرز في الأعمال السعودية والخليجية دون غيرها، بكل وضوح وصراحة. في زحمة ما يعرض وزحمة ما ينقد أطرح هذا المقال بدافع الحزن وحده. فبالرغم من مشاهدتي القليلة جدًا لما يطرح في التلفاز واقتصارها على برامج معينة لا أكملها إلى النهاية، فإنه لا تكاد تخلو حلقة في مسلسل خليجي من ألفاظ عنف موجهة نحو المرأة من رجل ما، أيا كانت علاقته بها، فما حضر رجل وامرأة في مشهد إلا وكان خطاب الكراهية ثالثهما. الحوارات المحتوية على (ياخي هذول الحريم عقولهم صغار) (وإن ما تأدبتي لأمسطك بالعقال) (تراني متعود على الضرب)، حاضرة وبقوة ومكررة بشكل مريب، الغريب أن المرأة في المشهد تلتزم الصمت والخنوع أمام هذا التهديد اللفظي الصريح، والأغرب أن بعض هذه الحوارات تقدم في قالب كوميدي؟ اعتقادًا من كاتبها أو قائلها أو مخرجها بأنها مثيرة للضحك؟. تمرير رسائل العنف بهذه الألفاظ الصريحة في المشاهد، وعدم وجود من يعترض عليها ولا يوقفها ولا يطالب باستبعادها أو الاعتذار عنها على الأقل بعد عرضها، شيء يدعو إلى الغرابة، بل والأغرب تكرارها في المسلسلات المختلفة بشكل طبيعي جدًا، في ظل جهود الدول إلى إيقاف العنف الجسدي واللفظي وسن القوانين الواضحة والصريحة، التي تدعو إلى احترام المرأة والحفاظ على حقوقها كاملة. ثم يأتي من يستغرب من تكون التيار النسوي وتطرفه؟ فما التطرف إلا نتيجة التطرف.